إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2019/12/13

ما أشبه اليوم بالأمس !

ما اشبه اليوم بالامس!
في عام 1969 قام النظام البعثي البائد في بداية تسلطه على العراق بإعدام العشرات من الأبرياء في ساحة التحرير ببغداد والبصرة تحت حجج العمالة الزائفة،والهدف الرئيسي كان هو إرهاب الشعب وكوادره الطليعية وقمع كل معارضة في مهدها،وعلقت الجثث آنذاك وتحتها كانت الناس تتفرج عليها بلا مبالاة أو اشمئزاز من بشاعة المنظر!... والآن وبعد مرور نصف قرن بالضبط على ذلك الحدث،تكرر المنظر البشع في عام 2019 في ساحة الوثبة ببغداد لكن الشيء المختلف هو فقط امتلاك الهاتف الجوال( الموبايل ) من قبل المشاهدين والتنافس على أشده بينهم في التقاط الصور التذكارية للجثة المعلقة لمراهق قتل بوحشية نادرة دون ادنى اكتراث لتلك الحالة المنافية للخلق الإنساني السوي في ظل غياب وعي شامل تحت هيمنة السلوك الجمعي الشاذ!.
التحذيرات منذ بداية المظاهرات العراقية في بداية تشرين أول (أكتوبر)2019 من تحولها الى عنف وتدمير لأسباب عديدة وضرورة ايقافها او الحد من مخاطرها بفرض الأمن والقانون،من قبل قلة نادرة قد تجاهلتها الغالبية بالإضافة إلى ضعف سيطرة الحكومة واجهزتها المختلفة على الوقائع !.
ما جرى في ساحة الوثبة من وحشية هو نتيجة طبيعية لذلك !.
العقل الجمعي المتحكم بالجماهير الهائجة في ساحة الوثبة وغيرها في بغداد، اكد صحة كافة الفرضيات والنظريات والآراء العلمية حول سيكولوجية الجماهير وسهولة تحريضها والهيمنة على قراراتها وإرادتها من قبل فرد أو مجاميع منفلتة او منظمة وبالتالي الرغبة في فرض الأمر الواقع بالقوة على البلاد ككل!.
ليس هناك من تعارض بين فرض القانون على الجميع وبين المطالبة بالحقوق الشرعية من قبل المستضعفين والمحرومين!.
ولكن حماية الجميع من مخاطر الانزلاق نحو العنف والتدمير والإرهاب هو الهدف الأسمى، في الحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وهو جزء أساسي في عمل الحكومة وسلوك الشعب !.
لقد أصبحت اللامبالاة في الشوارع والساحات العراقية امرا طبيعيا في ظل غياب المنظومة القيمية السامية والتي تتحكم بسلوك الفرد وتهذيبه من كافة المظاهر المنافية للخلق الإنساني السوي،ونتج من ذلك جهل مركب وهيجان خارج السيطرة وانعدام الرغبة في الخضوع للعقل والمنطق وحكمة العقلاء!.
انها شقشقة هدرت ثم قرت !.

ليست هناك تعليقات: