قادة التعصب القومي !
غالبا ما يتشابه القادة القوميين المتعصبين في الحماقات وسوء التدبير والتخطيط فتكون النتائج كارثية على الاتباع والعالم أجمع ومن ابرز الامثلة هتلر وموسوليني الى صدام واخيرا النسخة المستحدثة :البارزاني !.
في الغالب يقود الفكر القومي بشتى مذاهبه إلى التعصب وعداء الآخرين وضعف إمكانية التعايش السلمي وتعبيد الطريق نحو الديكتاتورية، والتجارب التاريخية لا تعد ولا تحصى ولولا مآسي الحرب العالمية الثانية لما رفضت أوروبا التجارب القومية والدعاوى إليها واستطاعت بذلك ان تبني مجتمعات إنسانية متطورة !.
في بداية حرب صدام على ايران عام 1980 أعلن أنه كلما طال امد الحرب فإن للعراق حقوقا إضافية فكانت النتيجة هي ضياع حقوق البلاد الاصلية !.
استند صدام في دعواه هذه على أمثلة تاريخية كنتائج حروب كثيرة ومن أبرزها الحرب العالمية الأولى والثانية و التغيرات الجغرافية التي حصلت كنتيجة حتمية لها دون أن يعطي اهمية للعوامل الموضوعية التي ساهمت بذلك التغيير !.
الديكتاتور القبلي الكردي مسعود البارزاني لا يختلف عن هؤلاء فهو الذي استغل استيلاء داعش وحلفاءه السنة العرب على ثلث أراضي العراق عام 2014 فتقدم هو الآخر للاستيلاء على أراض جديدة موازية لاقليمه الشاذ في محاولة بائسة لتغيير جغرافية المنطقة وخنوع الطبقة الحاكمة الفاسدة في بغداد !.
اعلان البارزاني وزمرته اضافة الكثير من المناطق لاقليمه المتمرد لم يجد ردة فعل مناسبة تقوض مشروعه التقسيمي الخياني فكانت النتيجة ما نراه الآن وما سوف يحصل في المستقبل وهذا ماكان يحذر منه العالم أجمع أمام ظهور اي طاغية متعصب يحاول فرض الأمر الواقع من خلال التصدي له لتقليل الخسائر الناجمة عن تقديم التنازلات التي تؤدي الى المزيد من الاضطرابات والتمزق !.
كسلفه صدام فأن البارزاني لن ينجح بمشروعه القومي المتعصب وتمدده الجغرافي على حساب الآخرين وسوف تكون نهايته مأساوية مثل سيده المقبور صدام مع الفارق بين مقدار القوة والسلوك الأحمق !.أما كيف يكون الحد من تلك النزعات التسلطية فهو في تربية الأجيال القادمة بطريقة حديثة تحفظ كرامتهم وانسانيتهم من السقوط بيد مستنقع الطغاة الآسن !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق