في سياحة الكتب 15:
الكتب السياسية بأنواعها هي اداة تعريف
وتثقيف لا غنى عنها لكل راغب في معرفة الوقائع والحقائق من مصادرها المتنوعة،اما عملية
العرض والتحليل والنقد والتقييم تبقى مهمة القارئ الواعي الرئيسية الا اذا كان
عاجزا فحينها يعتمد على الاخر فيتكفل المصدر بذلك!.
التحليل المنهجي الشامل للحركات
السياسية والاجتماعية هو اثراء معرفي يضاف الى طبيعة السرد التاريخي المجرد
والبعيد عن الدعايات التحريفية،وحتى هذا النوع يبقى تحت المراقبة الشديدة لانه من
اصعب الاعمال على المؤلفين ان يكون موضوعيا فضلا عن الادعاء بالوصول اليه!.
النوع الاخر منها هي التي تتناول
العلاقات الشخصية للرؤساء والحلقة المقربة اليهم وبخاصة في النظم الديمقراطية،لتبيان
اثره الهام في العلاقات الدولية واتخاذ القرارات المصيرية،وهذا النوع يتصف احيانا
بجفاف المادة المروية واحتوائها على التفصيلات المملة التي قد يغفل القارئ المتابع
عنها بحجة عدم اهميتها وبالتالي تفوته فرصة اقتناص المعلومات المهمة المتناثرة بين
الاسطر والحواشي!...كذلك فأن هذا النوع يمنحنا فرصة الاطلاع على كيفية صناعة
القرار وما يدور خلف الكواليس قبل وبعد اتخاذ القرار...اذا الاهمية تبقى متباينة وحسب
نوعية النص واهمية الحدث المذكور.
الكتاب الاول:اسرار الرؤساء
وكالة المخابرات
المركزية،البيت الابيض،الاليزيه،الملفات السرية1981-2010
تأليف: فنسنت نوزيل...الكتاب
مطبوع في لبنان/طرابلس في عام2011 من الاصل الفرنسي المطبوع عام2010 ويتألف من
788ص من القطع الكبير.
الطبعة بالعموم جيدة شكلا ومضمونا
والاخطاء المطبعية قليلة ماعدا الخطأ الواضح على الغلاف في لفظ اسم المؤلف
ب(فنسان)...
الكتاب يتضمن من خلال وجود صور
الرؤساء الثمانية في الغلاف،الاسرار التي توصل اليها المؤلف عنهم وهم ثلاثة من
الاليزيه(ميتران وشيراك وساركوزي) والخمسة الاخرون من البيت الابيض(ريغان وبوش
الاب وكلينتون وبوش الابن واوباما)وهو تكملة لكتاب الفه سابقا حول الفترة الزمنية
بين1958-1981...
المؤلف صحفي فرنسي ومؤلف لعدة كتب
سياسية تتضمن جهد واضح في تتبع الاحداث وصناعها مع التحليل المستمد من رؤيته
والاخرون ايضا،وقد ساهم في ازالة الكثير من الغموض عن
العلاقات الشخصية بين الرؤساء اثناء فترات رئاستهم المحددة والتي تؤثر عادة على
الاحداث العامة بالاضافة الى عرض شامل وسريع للادارة السياسية وصناع القرار فيها
مع ذكر الاحداث الرئيسية،وبالطبع لم تكن الاسرار بمستوى الضخامة التي توصل بعض
الباحثين اليها او المسربة في مواقع الانترنت الشهيرة مثل ويكيليكس،ولكن تبقى
محاولات هامة لسد النقص في معرفة حال الحكام بصورة عامة واصولهم الثقافية وطبائعهم
الشخصية وميولهم الذاتية وتأثير ذلك على الادارة والحكم والعلاقات الدولية
والمحلية.
كانت البداية بالطبع مع تولي
الاشتراكي ميتران الحكم عام 1981 في فترة ساد فيها الجناح اليميني المتشدد في
الغرب بزعامة الثنائي ريغان- تاتشر،وقد كان الخوف والترقب واضحا على الادارة
الامريكية من الحكم الجديد الذي اثبت ولائه لامريكا اكثر من الجناح اليميني الذي
يظهر الاستقلالية النسبية في القرار عن امريكا وحلفائها،وهي من الحالات النادرة في
الانظمة الاشتراكية سواء الشمولية منها او الديمقراطية!...فالاشتراكية الفرنسية الحديثة
معروف عنها ان لها طابع علماني متشدد ضد الدين بصورة عامة او انها ضد العالم
العربي والاسلامي بصورة خاصة بالرغم من عدم وجود تحدي مقابل يكافئه في العداء
والحجم!وهي وان كانت لا تسعى الى الاستعمار الا ان
ذلك العداء غير مبرر ابدا حتى اصبح حالة غريبة وشاذة!.
بالرغم من حدوث التغييرات
السياسية في العالم الغربي الا ان مساحة التلاقي والاتفاق تفوق بقوة
مساحة التعاكس والاختلاف،وهي غالبا ما تخضع للحوار
المتبادل واستمرار التعاون والانفتاح لان تلك الانظمة هي ديمقراطية بغض النظر عن
رؤية المعارضين لها او طبيعة العلاقات المتداخلة،وبالتالي هي تخضع لواقع تقسيم
السلطات وقوة الرأي العام الذي يحد من الاصطدام مع الاخر! بينما الحال معكوسا تماما في
العالم الثالث ومنه بالطبع العالم العربي،فيكفي في صراع الزعماء واتباعهم
شن الحروب والنزاعات وخلق الفتن وفتح ابواب الحقد والجحيم وغلق الحدود والاسواق
الخ من الاعمال العدائية التي لا يقوم بها الا الاشقياء في عالم الدبلوماسية
والانفتاح والحوار وانتقال الافراد والافكار والسلع والخدمات...اما الرأي العام
فهو في خبر كان!.
وفيما يخص العالم العربي او جواره
كانت فترة ميتران في الكتاب تتسم بالاتفاق غالبا مع امريكا او بالخلاف احيانا حول
سبل استخدام القوة والضغط الخ...فهو من ناحية يرفض اقامة علاقة شخصية مع صدام مثل
معارضه آنذاك شيراك الا انه لا يتردد في دعمه في كل المجالات بما في ذلك الاسلحة
المحرمة في حروبه الداخلية والخارجية حتى بداية حرب الخليج الثانية عام1991 التي
ارغمته على ايقاف الدعم العلني كيلا تفقد فرنسا مصالحها الاستراتيجية في دول
الخليج الاخرى لصالح المنافسين الاخرين،وبدون ان يقطع خط الرجعة مع النظام البعثي
في نفس الوقت! ويبقى حسب نص الكتاب رفضه المشاركة في الابادة الجماعية للمدنيين او
افراد الجيش العراقي الهاربين كنقطة في صالحه بينما كانت الحالة معكوسة لدى
الاطراف الرئيسية الاخرى التي انجزت مهمة الابادة والتدمير دون القصاص من حليفهم
السابق النظام!...كما يذكر دعمه لخلق مكان آمن للاكراد في الشمال لان زوجته كانت
ترعى منظمة خيرية تعنى بهم دون ان تكون للمناطق الاخرى اية اهمية!.
وفي حالة حرب البوسنة والبلقان
كانت لميتران مواقف مخزية في دعم الصرب ولو من باب منع الحرب الاستباقية
لكبح جماحهم في ابادة المسلمين،فقد كان يكره اقامة اي نظام سياسي في اوروبا يكون
المسلمون فيه اغلبية،ويعود تفسير ذلك حسب المؤلف الى اعجابه بمقاومة الصرب ضد
الالمان خلال الحرب العالمية الثانية!...وقد تسببت مواقف ميتران تلك في مقتل عدد
كبير من البوسنيين وغيرهم،الى ان انتهت الحرب فعليا بعد رحيله عن الحكم عام 1995
بفترة وجيزة!.
اما في حالة حرب الابادة في رواندا
عام1994 والتي قتل حوالي مليون شخص خلال بضعة اشهر فأن تحمل المسؤولية في تجاهل
ايقاف حمام الدم ينصب على كلينتون بالدرجة الاولى ثم عليه وعلى الامم المتحدة التي
كان يقودها بطرس غالي!لانهم الوحيدون القادرون على التحكم بمصائر وسلوكيات انظمة
الحكم في العالم الثالث!.
اما في حالة الرئيس شيراك الذي افتخر بالعيش في امريكا
ايام الخمسينات،فقد حاول خلق تحالف جديد مع امريكا التي كانت في اوج تفردها
بالعالم آنذاك،وقد ساندها بقوة في حربها ضد الارهاب بعد عام 2001 الى ان حدث
التحضير لحرب الخليج الثالثة،فكان الاصطدام وهنا لم يكن لاغراض انسانية او للحفاظ
على استقلالية الدول كما يظن البعض بل بسبب الاصطدام في اماكن النفوذ والمصالح
الرئيسية المقسمة مع وجود العلاقة الشخصية القديمة بينه وبين صدام!وبالرغم من
اتفاق فرنسا مع روسيا والصين ضد الحرب التي انتهت سريعا،الا ان لهاث شيراك وراء
الرئيس بوش جاء سريعا بعد ان تدهورت صورة فرنسا في داخل امريكا واصبحت شبه منعزلة في
فترة مابعد الحرب،وقد جاء طبيعيا رفض شيراك الواضح للمطالب الامريكية الملحة التي
وصفها باللااخلاقية! في الغاء الديون العراقية التي كانت بالاساس مخصصة لتمويل حروب
النظام البعثي وتقوية نظامه الامني فقط وهي نتيجة واضحة للسلوك السياسي الخالي من
اية صبغة اخلاقية والمستند على قاعدة المصالح فقط! لكن لحسن الحظ فأن اصرار الرئيس
بوش جعله يخضع له في الغاء الدين كاملا مثل اغلبية الدول الغربية الاخرى ولم يبقى
سوى بعض الاعراب في اصرارهم على الرفض!.
وبالنسبة للحالة في سوريا
ولبنان،كان موقف شيراك متصلبا في العداء وبخاصة بعد مقتل صديقه الحريري عام 2005
وقد حث امريكا بقوة على فرض عقوبات شاملة على سوريا بالرغم من انها تؤذي الشعب
اكثر من النظام! كما تطرق المؤلف لحالة غريبة في سلوك شيراك الذي اضاف صفة مستحدثة
الى الرؤساء السابقين المعروفين بتفضيل الموارنة اللبنانيون على غيرهم،وهي اعلانه
العداء والكره صراحة للشيعة وتفضيل غيرهم عليهم حتى في البلاد التي يشكلون
الاغلبية فيها ولو بطريقة ديكتاتورية ايضا حسب قوله دون ان يذكر المؤلف الاسباب
الموجبة لذلك بالتفصيل وان كان قد تطرق لعلاقاته الشخصية مع الحكام العرب السنة
كوسيلة للتبريرحسب رأيه،فالمعروف عنه مشاركته للحكام العرب في بذخهم وعطاياهم!...وهذه
الحالة هي شائعة في تفضيل ومحاربة بعض الطوائف كوسيلة قديمة للضغط والسيطرة
والتحكم عن بعد بينما الاخرون وقود رخيص لذلك!.
اورد المؤلف فلتة من لسان شيراك
دلت على رغبته الشيطانية اللامحدودة في انه في حوار صحافي معه اجاب على سؤال في
حالة اطلاق قنبلة نووية ايرانية على اسرائيل فأن طهران بأكملها سوف تمحى من
الخارطة تماما بعد مائتين متر فقط من الاطلاق! وهي تذكرنا بفتلة لسان هيلاري
كلينتون اثناء ترشحها للانتخابات الرئاسية الامريكية عام 2008 عندما صرحت برغبتها
محو ايران من الخارطة نهائيا اذا هاجمت اسرائيل!!فالسياسي المحنك والقادر على
الادارة يجب ان يبتعد عن تلك التصريحات النارية التي تشعل الاحقاد بين الامم،ويبقى
لحسن الحظ ان هيلاري لم تفز بالترشيح اما بالنسبة الى شيراك فقد اصبحت الملاحقات
القضائية تلاحقه بتهم الفساد الثابتة عليه!.
اما الحالة مع ساركوزي فهي مختلفة
الى حد ما،فقد كان ضعيف الشخصية بالقياس مع سابقيه
وكان داعما بقوة للنفوذ الامريكي الى درجة جعلت الكثيرون في فرنسا يعارضونه في
سياسة الخضوع التامة والتي افقدت فرنسا استقلاليتها الشكلية والنسبية عن
امريكا،الا ان حالة النفور مع اوباما كانت واضحة في سلوك ساركوزي معه،وقد يكون
الامر عائد لاختلاف طبيعة الشخصية او في حدوث بعض الاختلاف في اوجه السياسة
الخارجية من قبيل دعوة اوباما لاوروبا في اضافة تركيا الى الاتحاد بينما كان
معارضا وبشدة لتلك الدعوة!وكذلك الحالة في تخفيض الاسلحة الهجومية او فتح الحوار
مع ايران الخ من المواضيع التي تطرق اليها المؤلف بأختصار لان التركيز كان على
السابقين!...
تضمن الكتاب بعض الوثائق وايضا
الحوارات الهاتفية المسجلة بين الرؤساء او خلال اللقاء المباشر، ومن اسطر الكتاب
وصفحاته يمكن استخلاص الكثير من الاسرار والوقائع التي حدثت خلال تلك الفترة والتي
تهمل احيانا بسبب الكثافة الاعلامية للشؤون الدولية المختلفة.
الكتاب يحتاج الى صبر في قرائته
لضخامته ولتفصيلاته المملة احيانا،ولكنه جدير بالقراءة والاقتناء.
الكتاب الثاني:الحوثيون
دراسة منهجية شاملة...
تأليف:احمد محمد الدغشي،والكتاب يتألف من 183ص من القطع
المتوسط ومن الورق الخشن حسب الطبعة الاولى لعام 2010 في بيروت.
المؤلف هو كاتب واكاديمي يمني يعمل
في جامعة صنعاء ولديه عدد من الكتب المطبوعة،وكتابه هذا جاء محاولة استكشاف اسباب
الصراع الدموي بين حركة الحوثيون ونظام علي عبد الله صالح الذي سقط بعد نجاح
الثورة اليمنية عام 2011...ولسوء الحظ فأن الكتاب طبع قبل الثورة مما يعني ان
الكتاب مطبوع تحت سلطة استبدادية لا يمكن انتقادها بحرية تامة مهما كانت الادعاءات
التي يطرحها المؤلف بمنهجه الموضوعي الذي يبتغي المعرفة والحق والعدالة والخير
لجميع ابناء اليمن.
الكتاب هو جهد مشكور من المؤلف
الذي رغب ان يكون بحثه هذا متضمنا عرضا موضوعيا شاملا لحركة الحوثيون من خلال
قراءة طبيعة النشأة والتكوين وعوامل الظهور والعلاقة مع الخارج كما طرح بعض
التوصيات ومشاهد للمستقبل! ولكنه بالرغم من ذلك خلا الكتاب من النقد لمواقف حكومة
صالح البائدة التي ثبت للجميع مدى اجرامها وفسادها!.
الحوثيون هم يمنيون يتبعون المذهب
الزيدي الذي هو احد مذاهب الشيعة ولكنه يختلف في الكثير من نصوصه عن الفرع الاكبر،وقد اقر المؤلف من خلال بحثه هذا
الى نتيجة هامة في كونهم زيدية جارودية الاقرب للمذهب الجعفري ويختلفون عن المدرسة
الزيدية الهادوية الاقرب للمذاهب السنية،وقد تأكد من بحثه عدم انتمائهم للمذهب
الاثنى عشري الامامي الاكبر ضمن مذاهب الشيعة لا بل رفضهم لمنهجه وللتحول او لقبول
انتشاره وهو بالتالي فند ادعاءات الاعلام والشهرة بالانتماء لهم!.
السيادة المذهبية في اليمن هي
للمذهبين الزيدي والشافعي،وبالرغم من الحكم الطويل للمذهب
الاول الا انه لم يسود على المجتمع الوحيد الذي يحكمه! مما يعني ان قوته الفكرية
والعقائدية ليست بقوة ومتانة المذهب الجعفري او الشافعي الذي نافسه واكتسه في عقر
داره!وتلك حقيقة قد لا يقبلها اتباعه بالرغم من كثرة المتحولين عنه او انعدام
وجوده في البلاد الاخرى!.
من بحث المؤلف الدؤوب يتأكد ان
حركة التي تزعمها حسين الحوثي وهو احد انجال الرجل الثاني في الطائفة هي كانت ناشئة من حركة تعليمية وتثقيفية
جاءت كرد فعل عملي على بروز احد شيوخ السلفية التفكيرية واسمه
الشيخ مقبل الوادعي الذي نشر دعوته المنحرفة بالقرب من تجمعات افراد المذهب الزيدي
وبدون منع من الحكومة اليمنية المتواطئة ضمنيا! فكان طبيعيا ان تنشأ حركة معارضة
ضمت 18 الف طالب في صفوفها التثقيفية والتعليمية التي كانت سلمية الطابع قبل ان
تتحول الى العنف بسبب الاصرار على رفع شعارات معادية لامريكا واسرائيل والتي لا
تقبلها الحكومة بالطبع لانها تمثل تحدي لسلطتها!... والعمل الصامت خيرا من ترديد
الشعارات حتى ولو كانت صائبة!.
اثر العامل الخارجي واتهام ايران او حزب الله الخ فنده المؤلف لان
الاعجاب السياسي لحسين الحوثي وجماعته قابله في نفس الوقت رفضا للانتماء الشامل او
الجزئي ولكن الظروف الداخلية هي التي اسست للصراع بالدرجة الرئيسية بينما انحصر
التدخل الخارجي بحرب السعودية عليهم سواء بمناوشات الحدود او الدعم المالي
لمعارضيهم،وقد بقيت الحركة خارج تصنيف المنظمات الارهابية الدولية بالرغم من الحاح
صالح لان الغرب لم يراها سوى حركة معارضة داخلية مسلحة لا تمارس العنف الخارجي.
صمود تلك الحركة كان مثيرا
للانتباه بحيث جلب الانتباه العالمي وساعد في اضعاف النظام حتى سقوطه في الثورة
التي تلت الحرب السادسة والاخيرة.
خرج المؤلف عدة مرات من المنهج
الموضوعي الذي يدعيه بالرغم من اكاديمية دراسته وعمله،فهو رفض حق
اقامة الاحتفالات الدينية الخاصة بالحوثيين لانها تتسبب بالفتنة والتفرقة رغم ان
ذلك حق مكفول للجميع ضمن الشرائع الدولية ويمارسه الجميع في البلاد الغربية على
سبيل المثال دون ان يثير الاحقاد والفتن!...كما ان رفضه حرية الاختيار المذهبي
والابقاء على حصر الاختيار بين المذهبين الرئيسيين لنفس الاسباب السابقة ايضا يفنده
الواقع في ظروف الحياة في المجتمعات المفتوحة!... وايضا اقحم رأيه الخاص بدون ضرورة
ضمن الخلافات التاريخية في موقعة بيعة الغدير التي اقر المؤلف بصحتها! ص105 ولكنه
رفض الاحتفال بها لانه تمثل اقرارا مذهبيا مخالفا كما انه في نفس الصفحة ذكر
تفسيرا غريبا وضعيفا لها،مصدره ابن كثيرا وذكر فيه ان سبب حديث الولاية ان
الرسول(ص) اراد تبرئة الامام علي(ع)من تهمة استرجاعه خلعا كان ابن الوليد
خلعها!وكان الاولى بالمؤلف مراجعة موسوعة الغدير للاميني لانه تطرق اليها بسرعة
وفرض بأستعجال تفسيرا غريبا وحكما يقتضي اتباعه بغية منع تجدد الصراع!.
حرية الاديان والمذاهب والمعتقدات
لا تخضع الى قيود امنية الا في حالة فرض العنف،كما ان حرية الاختيار مفروضة للجميع
ولا سبيل الى اي تبرير قد يمنح الطغاة السبل المتاحة في الالغاء والتقييد!.
الكتاب جهد كبير بالرغم من الظروف
المحيطة والخروج عن شروط البحث العلمي،وهو يستحق القراءة بتعمق والاستفادة من اغلب
النتائج والتوجيهات التي توصل اليها.
هناك تعليق واحد:
كتب ثرية هنا وتحليل رائع .. فكتاب الحوثيون قرأت بعض عن تاريخيهم المشرف ونضالهم ورغم محاولة جعلهم إرهابين لأنهم لم يأتوا على هوى أمريكا طبعا ..
تحياتي الصادقة ودمت في حفظ الرحمن
إرسال تعليق