السنوات التي تركت أثرا بالغا في الذاكرة التاريخية قليلة لان الحوادث الكبرى لا تقع مصادفة في فترة زمنية قصيرة بل تظهر ضمن فترات طويلة وببطء شديد!ولكن عام 2011 ترك بصماته الظاهرة في كل مكان وزمان!...فقد دخل التاريخ كأحد ابرز السنوات الجامعة للحوادث المصيرية التي اثرت ومازال تأثيرها ظاهراعلى الانسانية ككل وقد كانت فيه الشرارة التي انطلقت واتسعت فأحرقت كل من يقف في طريقها!.
سنوات مؤثرة!
لم يكن عام 2011 المنفرد الوحيد في التاريخ الانساني في حصوله على تلك الهالة الاسطورية فحسب بل سبقته اعوام اخرى مازال اثر الاحداث فيها ظاهرا للعيان ولكن من الطبيعي ان الغالبية الساحقة لم تمر بتلك الاعوام حتى تشعر بطبيعتها عن قرب لان عمر الانسان محدود ولا يمتد لحقب طويلة ولكن الاثر التاريخي المدون هو الذي يحفظ لنا الاحداث والتأثيرات الجسام التي ظهرت في تلك السنوات والتي لم يكن خلالها اي تقدم تكنولوجي بالمستوى الراهن وبخاصة في مجال الاتصالات كما هو الحاصل في عام 2011،ومن هنا فأن التقادم الزمني كلما طال فأن التخلف التكنولوجي وأثره الفعال سوف يتسع بتناسب طردي طبيعي!.
اكثر الاحداث الجامعة هي الاحداث السياسية والاقتصادية وما يترتب عليها من اثر فعال يتجاوز الحدود الجغرافية،لان انتقال الاثر الى الشعوب المجاورة هو امر حتمي بسبب العيش المشترك على هذا الكوكب الصغير!.
من الاعوام التي تركت بصماتها في التاريخ الحديث هي 1989 وهو العام الذي سقطت فيه الانظمة الشيوعية في اوروبا الشرقية بفعل الثورات المتتالية كما هو الحاصل في العالم العربي عام 2011،والاحداث الواقعة ايامها كانت مدوية بفعل السقوط الكبير للقطب الثاني المنافس في العالم!.
وايضا كان عام 1968 الذي حدثت فيه الثورات الطلابية في العالم وبخاصة في الدول الغربية بفعل الافكار التحررية المخالفة للنزعة التسلطية والتحكم والنفوذ، وقد تركت تلك الثورات اثرها الفعال في المجتمعات الغربية حتى انها انتزعت الكثير من الحقوق للافراد والجماعات وكانت النتيجة مذهلة على كافة الاصعدة.
ومن الاعوام المؤثرة كان عام 1929 الذي حدث فيه الركود الاقتصادي العالمي الذي استمر سنوات وكانت تأثيراته السلبية مروعة تمثلت في صعود القوى المتطرفة التي تسببت في اندلاع الحرب العالمية الثانية وهلاك الاعداد الهائلة من البشر بفعل التنافس والصراع!.
كذلك من الاعوام البارزة في التاريخ هو عام 1848 الذي حدثت فيه الكثير من الثورات في اوروبا المطالبة بالحرية والعدالة وقد تسببت بالفعل في حدوث تغييرات في البنية السياسية والاجتماعية لكل بلد بعد ذلك.
من هنا يمكن القول ان تلك السنوات اصبحت حاضرة في الذاكرة بفعل الاحداث الكبرى التي حدثت فيها والتي تجاوزت الحواجز والقيود لتصل الى فئات عديدة لم تكن اصلا تفكر في المشاركة او تستبعد حدوثها!.
الشرارة!
كتبت مقال الشرارة في ثاني ايام عام 2011 والذي استحضرت فيه انطلاق الشرارة التي طالما انتظرتها الادبيات الثورية نتيجة للتراكمات الخطيرة بفعل اندلاع الثورة في تونس حينها وكون ذلك الفعل يمثل في التراث السياسي بداية انطلاق محتملة للعديد من الثورات السياسية والاجتماعية ذات الاجندة المختلفة ضمن محيط متقارب يعيش ظروفا متشابهة،وكانت بالفعل شرارة بسيطة غير منظورة اكتسحت في طريقها عروش جبابرة طالما تبجحوا بطول بقائهم آمنين في السلطة متناسين ان الشعوب المستضعفة قد تصبر ولكن لن تستسلم الى الابد! ومن هنا كانت البداية المتوقعة التي كسرت القواعد المرسومة للسير الاجباري!.
الشيء الثاني المثير في عام 2011 هو كثرة اعداد الراحلين عن عالمنا من المشاهير وهي ظاهرة نادرة لا تحصل الا بفعل المصادفة الغريبة،وقائمة المشاهير هي من الاتساع حتى انه لا يمر يوم الا ونسمع برحيل احدهم لاسباب مختلفة غالبا ما تكون طبيعية!.
انتهى عام 2011 ولكن لم تنتهي الاحداث كلها التي بدأت خلاله لانه كان عام الشرارة والنهوض الغير خاضعين لمسار زمني محدد او ضمن حدود جغرافية معينة بصورة اجمالية،كما ان التوقعات والتنبؤات اصبحت بفعل ضخامة تلك الاحداث امرا هزليا او ضعف اللجوء اليها كما ضعف ايضا الوثوق بها!.
الانتقال من عام الى اخر لا يهم الا بمقدار الانتقال من حالة سلبية الى العيش في مناخ ايجابي يرتفع شأن الفرد والجماعة،وعليه فأن الامل مازال يلح لاتمام المهام التي ابتدات في عام 2011 والتي لم تنتهي لحد الان!.
هناك تعليق واحد:
مرحباً/الموسوعة الحرة
يعطيك العافية على سرد هذه المعلومات
للأعوام المنصرمه ..
أرق التحايا
إرسال تعليق