الفرصة الاخيرة:
المرحلة الاولى من الثورات العربية قد انتهت بسرعة قياسية،وعندما بدأت المرحلة الثانية في اربعة بلدان عربية،جوبهت بمقاومة دموية من جانب انظمتها،وبالرغم من طول الفترة الا ان الاستمرارية في الثورة كانت الهم الشاغل للجميع خوفا من توقف الثورات نتيجة للعدد الهائل من الضحايا بالقياس للمرحلة الاولى وان كان العدد ما يزال دون عدد ضحايا الثورات في الماضي!...والخوف له مبرراته لان ردة الفعل المضادة بعد كل ثورة سوف تكون دموية بلا شك وسوف تؤسس لمرحلة ارهابية قاتمة جديدة قد تستمر الى عقدين من الزمن على الاقل بأنتظار نمو جيل جديد لم يعي احداث ومآسي الثورة الاولى!...
اضعف حلقات المرحلة الثانية هو الطاغية اليمني!...ليس لانه حملا وديعا بالمقارنة مع الاخرين،ولكن ظروف اليمن الخاصة والتعددية القبلية والسياسية السائدة فيه تحد من قدرته وتمنعه من ان يكون كالاخرين في قوة شراستهم اللامحدودة!...
استخدم الطاغية صالح كل الوسائل المتاحة له في سبيل ايقاف الثورة والتي من بينها استغلال بعبع القاعدة لجلب الدعم الدولي، ولكن اليقظة الشعبية وقوة الحراك افشلت مخططاته رغم سقوط عدد كبير من الضحايا بالاضافة الى الخسائر الكبيرة الناجمة من الصراع لاجل ان يبقى على كرسيه الدموي دون ادنى مراعاة لمصلحة الوطن!...
نهاية سيئة بلا شك له وهي طبيعية لكل من يتمسك بالسلطة الى النهاية دون ادنى مراعاة، وعلى جميع ثوار اليمن واحراره ان يستغلوا الفرصة الذهبية في رحلة طاغيته للعلاج في السعودية للانقضاض على بقايا قوته المتهالكة والتي تنتظر عودته للاستمرار في الصراع...مسألة البقاء ضمن حدود التظاهرات اليومية قد انتهى،والبقاء ضمن حدودها هو عدم فهم لاساليب الثورة والاهداف المرجوة منها وسوف تكون عملية بطيئة من الانتحار...فلكل حدث خصوصية والبقاء ضمن اطر الاحداث السابقة هو كمن يقف خارج حدود الواقع.
المرحلة الجديدة هي الزحف الجماهيري نحو مراكز السلطة الفاسدة واسقاطها وتأسيس حكومة جديدة مؤقتة بكوادر نزيهة اشتركت في الثورة منذ البداية وتؤهل البلاد لمرحلة جديدة من البناء السياسي الديمقراطي مع الانتباه لنفوذ العسكر المشاركين وابعادهم عن السلطة بشكل مطلق وايضا الانتباه بشكل خاص للفكر التكفيري الذي تمثله القاعدة وبقية التيارات الاصولية القريبة من مناهجه الفكرية الهزيلة،فهي تستغل ضعف السلطة لبناء سلطة جديدة على انقاضها تؤسس لمرحلة ارهاب دموي بحجج واهية كما فعلت حركة طالبان الارهابية عام 1994 عندما استغلت الصراع على الحكم بين الفصائل السياسية الافغانية...
انظمة الحكم المختلفة تؤسس من فرص تتاح للشعوب،وتلك الفرص نادرة الحدوث وتحاول المجموعات السياسية المتصارعة استغلالها بشتى الطرق،والتهاون في استغلالها من جانب الكوادر الثورية الحقيقية هو جريمة تاريخية كبرى لانها سوف تؤدي الى تأسيس نظام جديد مشابه للقديم ولكن بوجوه مختلفة...
حان الوقت امام الشعب اليمني استغلال تلك الفرصة النادرة للخروج من مستنقع الاستبداد المتسبب الاول بكل آلامه واحزانه الى عالم الحرية والديمقراطية الحقيقي الذي سوف يعيد البلاد الى عصورها الذهبية الاولى ويمنحها مقعد في نادي الامم الحرة!...
هناك تعليق واحد:
اهل اليمن كما نقول سيماهم في وجوههم ... ظروفهم القاسية تبين من ملامحهم .. الله يكون بعونهم ...
ضعف الادارة ونقص الموارد الغذائية ونقص الماء ومواد الطاقة ..
يجب ان يكون هناك تغيير وغير ذلك تعاون الدول الخليجية فيما بينها من اجل اليمن .. وبالنسبة لتعدد الاديان والمعتقدات هناك لابد من ايجاد حكم باستطاعته التحكم بكل هذه التوجهات بطريقة سلمية وتحفظ حقوق الجميع .. مع الاسف حتى هالشي يفتقده اليمن السعيد
إرسال تعليق