كلما ثار شعب على حاكمه،كلما تكررت نفس المآساة الانسانية،من تصدي وقتل وتعذيب ومن ثم ارهاب وقمع وحشي لاجل ان يبقى الحاكم في حكمه...وفي النهاية اما تنتصر الثورة وبثمن باهظ، او ينتصر الطاغية لاجلا اضافيا،يمدد في عمر نظامه فترة زمنية اضافية ولكن يخسر الجميع كل شيء!.
ليس هنالك اية عبرة من التاريخ ومن المآسي الاخرى...فالسلطة عقيمة وتعمي صاحبها الى درجة الجنون المطلق الذي لا يعرف الوقوف لرؤية ما جرى،ولماذا؟!...
هل الاوطان رخيصة الى هذه الدرجة التي تستهان كرامتها وعزتها وتسلب منها اية فرصة لتطوير ذاتها الحرة؟!...
هل الشعوب رخيصة الى درجة تسلب منها حتى حق الحياة الذي هو ادنى الحقوق؟!...
هل هناك ذرة عقل ووطنية وانسانية حتى يقف من يقف وراء الطغاة ويستمر معهم الى النهاية المخزية؟!...
المآساة الاضافية الحالية في سوريا ومن قبل في البحرين وليبيا واليمن...تتكرر فيها نفس الاساليب الارهابية...من تصدي للمتظاهرين ثم قمع وحشي الى درجة الابادة الجماعية وكذب وافتراء واتهامات لا حصر لها...الخ من الاساليب الرخيصة التي عفى عليها الزمن وتثير الالم والحزن!...
وما عدا حاكم البحرين الذي اضاف مبدأ جديدا وهو الاستعانة بمرتزقة نظاميين من جيوش جيرانه،فهو بذلك يختلف قليلا عن زميله الليبي الذي استخدم مرتزقة غير نظاميين!.
لكن الا يعلم هؤلاء انهم يحفرون قبورهم بأيديهم؟!.
هل يستقيم الحكم او يستمر مع سقوط الشهداء وقمع الاحياء؟!...
الا يعلموا ان دماء الشهداء وآهات المعذبين والقمع الوحشي سوف يقتلع حكمهم الاسود من جذوره، كما علمنا التاريخ من دروسه التي لا تحصى والتي لا نعتبر منها؟!...
اليست الان الصورة والصوت تنقل جرائمكم للعلن بعد ان كنتم تتسترون عليها!.
هل تنسى الشعوب الجريحة شهدائها ومعاناتها وفقدانها لكرامتها وعزتها اذا استمر حاكمها في غيه وطغيانه وبقى يقاوم التغيير؟!...
هل تبقى له كرامة وذكر حسن في الحاضر والمستقبل اذا فعل تلك الموبقات المشينة!.
اليس الاولى ان يكون الحاكم مقبولا من رعيته ويحقق كافة مطالبها بدلا من ان يحاربهم ويسلب منهم كل شيء،وبعد ذلك يريد منهم الطاعة وتقديم القرابين؟!...
اين ستالين الان وهو اعجوبة الطغيان في التاريخ وقد قتل عشرات الملايين!.
اين الهالكون من الطواغيت...بل اين الامبراطوريات التي بنيت على اجساد الملايين من الضحايا؟!...
لقد تجاوز حكام المرحلة الثانية من الثورات العربية المعاصرة،كل حدود للجنون التسلطي الذي يقضي على صاحبه في النهاية الحتمية غير مأسوفا عليه!.
اية كرامة واحترام يبقى لمن يريد فرض نفسه حاكما وبالقوة؟!...الا يكفي ماسبق من ارهاب وتسلط وسلب ونهب؟!...هل مازال هؤلاء يصدقون انفسهم انهم محبوبين وانهم اخر الرجال العباقرة والمحترمين المستحقين للحكم ودهاليزه الخفية؟!...
لا يشمت البقية بمن سبقه!...فالثورة اتية بلا ريب وسوف تقتلعه من حيث لا يدري!.
لا تغرنكم عروشكم الخاوية مهما طبل لها المطبلون،فمن سنن الحياة زوالها!.
انتبهوا...فشمس الحرية قد سطعت من جديد ولن تعود الى المغيب مجددا!.
ياحفاري قبورهم...خاب ظنكم! فكلما ازددتم طغيانا وكذبا،كلما قربت نهايتكم وحان دفنكم في قبوركم التي حفرتموها بأنفسكم!...
يابؤس النهاية الحتمية التي خلقتموها لانفسكم!...
هناك 6 تعليقات:
تشكر على طرحك لهذا الموضوع بالذات.. هي نفس افكارى و انما القلمي ليس بجراءة قلمك.
هؤلاء كالمختنقين، اضطرابهم ودمويتهم
لا تزيد الحبل إلا إلتفافًا على رقابهم.
ما يحدث من هؤلاء الحكام هو انعدام اخلاق لا يمكن تصديق وصول مستواه الي هذه الدرجة
شعب يرفض رجل و هو مصر علي حكمه
لماذا لا يحكمون بالعدل من البداية حتي لا يورطوا شعوبهم في الفقر و لا يورطوا انفسهم في هذه الورطات التي تتوالي علي رؤس الجميع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
العزيزة ميس...تحياتي الطيبة
تمنياتي ان تكون الجرأة من نصيبك والاخرين...
العزيز سفيد...السلام عليكم
روعة وصفك لهم!...اكيد ذلك يكون
دمت بخير...
الفاضل ذو النون...السلام عليكم
تساؤل عقلاني ولكن من يسمع ويعي...الاخطاء البشرية هي ذاتها منذ بدء الخليقة!...
دمت بخير...
إرسال تعليق