خناجر الغدر العربية:
تتعالى الاصوات متهمة الغرب والرأي العام العالمي بتجاهل المأساة الليبية والمتمثلة بالمجازر التي يقوم بها المعتوه القذافي!...او انها تتجاهل مطالب الشعوب الثائرة حاليا في البحرين واليمن او القادمة في الطريق في العراق ولبنان وعمان والسعودية والجزائر وغيرها...
ومن الناحية الاخرى ترتفع الاصوات مستنكرة التدخل الغربي في الشؤون العربية! ومتهمتها بأنها تهدف لخدمة المصالح المتمثلة بالنفط والسيطرة عليه او أمن اسرائيل او حتى ردع الاسلاميين واليساريين!...
لايهما نستمع ثم نتبع؟!...فالوقت ضيق ولا يسمح بوجود فرصة لالتقاط الانفاس في منحنا الرغبة في اختيار احد الموقفين المتناقضين بتأني!... والحياة المعاصرة لا تدعك تختار بل تجبرك على الاختيار والارادة الذاتية منقادة بلا وعي بحرية ذلك الخضوع للاجبار المتستر!.
اذا لماذا لا ندع الغرب وشأنه اذا كانت الشكوك تحيط به او بمن يدعو الى التدخل بغية خفض اعداد الضحايا الابرياء من الوحوش الكاسرة المتحكمة اذا كانت لا تهم البعض اعدادهم او طول فترة الصراع!...اليست الاستعانة المؤقتة والمشروطة هي اهون من القول الشهير بأن الحاكم الكافر افضل من المسلم الجائر كما افتى بها الكثيرون؟!.
لماذا لا ندعو العرب فقط؟! اقصد انظمتهم لانه لا علاقة للشعوب العربية بهم حتى لو تكلموا بأسمها!...اليسوا اولى بتلبية النداء؟! ام مازالوا جثثا صماء؟!.
وللنظر الى المواقف العربية سواء الرسمية منها او شبه الرسمية المتمثلة بالمؤسسات الدينية التابعة لها او مثقفي السلطة وما اكثرهم! فهي ليست فقط مخزية بل مشتركة بالجريمة!...فاذا كان الوقوف على الحياد في تلك الحالة خيانة وجريمة صغرى! فأي صفة سوف نضعها بمن يقف بجانب الطغاة واعوانهم ويدافع عن عبوديته لهم؟!...
سيوف مسلطة على الدوام!
لم يكن غريبا رؤية سيوف الغدر العربية مسلطة على من يحاول الافلات بحياته ومستقبله من كهوف الجهل والتخلف المرعبة التي تحرسها حرس الاستبداد الخاص!.
فما يجري الان من غدر خسيس للثورات العربية الراهنة والشعوب الثائرة تنزف دما غاليا بريئا هو ليس وليد هذه الساعة...فالعراق كان ساحة مفتوحة من قبل لهذا الغدر وثورة 1991 او بعد سقوط الطاغية عام 2003 قد شهد اتحاد سيوف الخيانة والغدر المسمومة ولكن الاسوأ في هذه الحالة هي انها جرت تعبئة الكثيرين من ممسوخي الفكر والعقيدة والشخصية الى جانب مستعبديهم وتحويلهم الى وحوش ادمية فاقدة لكل اتصال بالحياة!.
اما لماذا الان في زمن الثورات العربية التي انطلقت في اواخر 2010 ولم نرى تعبئة المتخلفين في القضاء عليها؟!...الجواب انه لحسن الحظ فأن الثورات الراهنة كانت متزامنة في فترة واحدة وقد شغلت وارعبت الجميع مما جعل الشلل يصيب الاعداء ويحطم خططهم وبخاصة تجنيد قطعان الرعاع المستعدة على الدوام للقضاء على تلك الثورات وحكوماتها الوليدة في مهدها وأرجاع الجميع الى حضيرة الجماعة المتهالكة!...
في البحرين...سلطت سيوف الغدر العربية عليها بسرعة كون النظام الطائفي الفاسد ينتسب اليها وعليه فأن الحفاظ عليه اهون بكثير من رؤية نظام حر ومستقل ويعبر عن رأي اغلبية الشعب وقد ينقل العدوى اليها!...فكانت البداية هي سيوف السعودية المتمثلة بحكومتها وجيشها ووعاظ سلاطينها مستعدة لتنفيذ الواجب التاريخي المقدس في قبر الثورة في مهدها...ولا تهم حجم الاموال او عدد الضحايا او تحشيد النصوص الدينية لخدمة تلك الاهداف الشخصية...فالهدف التاريخي المقدس يقتضي ذلك!.
ولم تتأخر الشقيقات المجاورة عن اللحاق بالركب، فقطر اخرست ابواقها وهي على مرمى حجر من الثورة واستعدت البقية للنجدة بكل طاقاتها وظهر مشروع مارشال خليجي الذي كان نائما لقبر الثورات في البحرين وعمان!... فالهدف الان وهو المحافظة على الحكم، اهم من فلسطين او الدفاع ضد الغزو الخارجي كما يحلوا لبعض المتحمسين قوله!...
اما ليبيا ... فذلك البلد الجريح الذي كسر الرقم القياسي بعدد الشهداء الان فلم يخفف من آلامه وحدة الانتساب الطائفي لزمر الردة العربية!...فكانت مشاركة المرتزقة العرب في الحرب الى جانب الطاغية القذافي وبعضهم ينتسب لحكوماته وأوامرها او الدعم السري منهم له هو امر ثابت وسوف تؤكد الايام صحته! وتمنيات الاخوة بدوام حكم العقيد ودعاء الوعاظ كافية!.
اما اليمن...فذلك البلد الذي اهمله نظامه والعرب فلم يخلو ايضا من الدعم العربي السري لنظامه المتهالك!...ومن قبل حربه لوحدته، لماذا هذا التناقض؟! اليس هو جديرا بمشروع مارشال خاص به؟!.
فتاوى المرتزقة!
فوق المصائب الكثيرة التي تتراكم على الشعوب المستضعفة المطالبة بحريتها وكرامتها المنتهكة منذ قرون كما وان الواجب الادبي والاخلاقي وقبله الديني المقدس يفرض الوقوف بجانبها...تظهر وقاحة وعاظ السلاطين للعلن بسيوفهم التحريفية لتكمل الجناح الثاني المتمثل بمثقفي السلطة،وذلك بتحريم المظاهرات او الخروج على الانظمة والاكتفاء بالنصح والصبر على البلاء!...
ما شاء الله على تلك العبقرية الجديدة التي ظهرت للعالم كمولود فكري جديد ينبغي رعايته وعنايته وتقديمه للعالم اجمع كي يحل ازماته المستعصية!.
اذا النصح والصبر لم ينفع 1400 سنة! ولن ينفع ابدا، مادامت شهوات الحكم وملذاته تفقدان الانسان انسانيته وتجعله وحشا كاسرا لا يمكن ترويضه ابدا !... فعلام تحريم المطالبة بالحقوق والبقاء ضمن دائرة ضيقة لا يمكن القفز على خطوطها الحمراء؟!...اليس الدين والعقل والمنطق والاخلاق كلها تدعو الى احقاق الحق ورفض الباطل وتحقيق العدالة؟!...اليست النصوص الدينية الداعية لذلك هي اضعاف التأويلات المحرفة؟!...
مالذي جعل المتسلطون وذرياتهم في هذه الدرجة من الالوهية والقدسية؟!... هل ولدوا من مادة خاصة لكي يتحكموا بمصائر الشعوب؟!...ام القوة والغدر والخيانة وتوريثها الى الابناء هي التي اوصلتهم الى تلك المكانة العالية من التعالي والتجبر وتحريف الحق لصالحهم؟!...
اذا العلم والمعرفة والالتزام بمناهجهما بموضوعية مطلقة واللذة اللامحدودة الحاصلة منها لا يتم الوصول اليها الا بشق الانفس وهي الجديرة فقط بالاحترام والتقدير والاتباع!...اذا علام التقدير والتقديس لأناس لا يملكونها ويتوارثون المفاسد والتأثيرات الجرمية؟!... لماذا يبيع الوضاعون دينهم وكرامتهم بدنياهم ودنيا اسيادهم الزائلة الرخيصة الوضيعة؟!...اليس الاولى لنا اتباع الاحرار من فقهاء الدين وحراسه الحقيقيون الذين يبذلون اقصى ما في الوسع للدفاع عن المحرومين والمظلومين والمستضعفين؟!.
اليس الامر جديرا بمراجعة كلية شاملة لمواقف هؤلاء ومحاسبتهم على كل قطرة دم بريئة سالت وكل لحظة ألم مرت!...وكل وقفة خيانية ظهرت وبطنت؟!...
لماذا لا نجرب ان يحيا العلم والعلماء ضمن بيئة من الحرية لكي نرى انتاجهم وافكارهم الابداعية الى اي طريق توصلنا كما جربنا تقييدهم وحرمانهم منها لقرون عديدة؟!...
الشعوب الان اصبحت واعية...ووعي المظلوم اشد واقسى من غيره!...
الحق لا يقاس بالرجال ...بل الجميع يقاسون به بدون تمييز!.
هناك تعليق واحد:
السلام عليكم اخى
الحق لا يقاس بالرجال بل الجميع يقاسون به دون تمييز
صدقت فما نعانيه وما يدور حولنا وفى بادنا كثير كثير فقدنا معه كثيرا من الثقة والقدرات
تابع
إرسال تعليق