في سياحة الكتب 5:
1-كتاب :احاديث منتصف الليل...تأليف د.حسين مؤنس،وحسب الطبعة الثانية1993 يتألف الكتاب من159 من القطع الصغير...
مؤلف الكتاب د. مؤنس وهو مؤرخ مصري شهير(1911-1996) له الكثير من المؤلفات والابحاث والمقالات،كما وان اسلوب كتابته بسيط وسهل فهمه على الجميع ويستند على ثقافة تاريخية طويلة ورغم ذلك فأنه ايضا وقع في بعض الاخطاء التاريخية الا ان ذلك طبيعيا لكون دراسة التاريخ بموضوعية تامة،صعب جدا خاصة في ظل تضارب المصادر الرئيسية واقوالها في النقل الذي خضع الى تزييف وتحريف في زمن لا توجد به وسائل الثورة الاعلامية المعاصرة والتي نرى رغم ثمارها الظاهرة،اثر الكذب والتزييف والتدليس حتى في وقائع نقل الصورة والصوت!!.
هذا الكتاب يكاد يكون مثل شرب الشاي بعد عشاء دسم! اي انه قصص قصيرة ومسلية لوقائع تاريخية جرت احداثها في منتصف الليل،وقد ذكر هنا اربعة وثلاثين حدثا تاريخيا،الا ان بعضها ضعيف القيمة بالمقارنة مع البعض الاخر،والمؤلف اعترف انها قصاصات ورقية لقصص كتبها في فترات تاريخية مختلفة.
ومن الاقوال الجميلة التي فتح المؤلف كتابه هذا بها هو قول لمونتسيكو يذكره في احدى كتبه وهو ان التاريخ يرسم بالليل وينفذ بالنهار!... وهي عبارة صائبة الى حد ما،كما يذكر سيرة بعض المشاهير اللذين لاينامون الا قليلا بسبب تخطيطهم لاعمالهم التي ينفذونها في النهار او الخوف من غدر الغادرين!!.
الكثير من القصص هي من تاريخ الاندلس الذي برع فيه المؤرخ مؤنس كثيرا لكونه مختصا به وهو رئيس معهد للدراسات الاسلامية فيه،وبالتالي جاءت احاديثه فيه اكثر تحقيقا وتشويقا لتاريخ قد يهمله البعض لكون الاندلس بعيدة عن الشرق الاوسط مركز الاحادث المصيرية في التاريخ الاسلامي القديم والحديث!.
القصص لم تختص بفترة زمنية معينة بل بفترات زمنية مختلفة،ولكن الكثير من الاحداث التي يذكرها اما غير محققة من طرفه او يذكرها بأختصار لكون معظم القصص قد تحدث بها عن طريق برنامج اذاعي...
الكتاب بمجمله شيق وبسيط وغيرثقيل على الدماغ! وهو اسم على مسمى!...ولكن لمن يبحث الوقائع المحققة والتاريخ المفصل،فعليه مراجعة الموسوعات والكتب الضخمة التي يذكر مؤلفوها تحقيقهم للتاريخ فيها....
2- ابواب ثابتة ام ابواب خاصة!...
تشتهر مجلة العربي بتنوع المواضيع التي تنشرها خاصة في ظل تسابق الكثير من الكتاب على نشر دراساتهم ومقالاتهم فيها،الا انه يعيبها كثرة الاخطاء المطبعية فيها مع عدم التحقق من الكثير من الفقرات الا اذا ذكرها القراء لها!وكأنه صعب عليها مراجعة المطبوع قبل نشره...لفت نظري قول رئيس تحريرها سليمان العسكري في ندوة انهم يملكون مواد صالحة للنشر لمدة سنتين قادمتين!مما يعني انه مع كثرة تلك المواد وكثرة كتابها انه امام المجلة مهمة صعبة في الاختيار والنشر،ولكن عند مراجعتي لكل اعدادها المنشورة حديثا،ارى الكثير من المواضيع التي تخضع في النشر لمزاج معين! خاصة من حيث اسماء الكتاب،وقد يكون للعلاقات تأثيرا فيها خاصة وان بعضهم ضعيف المستوى الظاهر من خلال متن المقال وهو مايؤثر على مستوى المجلة والتي لولا تنوع مواضيعها لفقدت بريقها المشهور الذي كان شائعا قبل ثلاث عقود من الزمن والان ضعف بسبب الزحام الاعلامي والمعرفي مع تنوع المصادر وتجددها، وبالتالي تحتاج المجلة الى مجهود كبير للتخلص من تلك الظواهر السلبية وخاصة في ظل فقدانها للموضوعية والحيادية في الكثير من القضايا العربية الشائكة التي حاولت تجنب الخوض فيها سابقا،والان تدخل المعترك السياسي العربي بطريقة او بأخرى ومن خلال اعلامية واحدة لا تنفع لكون ان الرؤية المضادة مفقودة في النشر او ان الرؤية الاولى تفتقد للكثير من الجوانب الايجابية او الصدقية فيها...ولا اظن ان ادارة تلك المجلة ان تتخلى عن تلك الاساليب التي لاتنفع الا مع الاعلام الموجه الذي يقولب الحقائق والاكاذيب ضمن بوتقة الفكر الواحد!...
من الابواب الثابتة في المجلة هي باب مستقبليات وباب اوراق ادبية،والبابين هما لكاتبين مصريان، الاول هو د.احمد ابو زيد المختص بالمستقبليات،وبابه هو من الابواب الدسمة والتي تمتاز رغم قيمتها العالية،بجفافها الذي يلائم المختصين اكثر منه للقارئ العادي!وبالتالي فأن فرصة قراءة ابحاثه تكون مقتصرة على فئة اقل انتشارا ضمن صفوف المجتمع،ولكن لاحظت في الفترات الاخيرة ان الكثير من مواضيعه ضمن هذا الباب هي تأتي تكرارا لما سبق قوله ولكن بطريقة مختلفة! او ان الموضوع اساسا بعيد الصلة بعض الشيء بالمستقبليات مما يعني ان الكاتب اما يحتاج الى راحة ويترك الباب لفترة قصيرة لكتاب آخرين يشاركونه فيه او حتى تجتمع عنده مادة جيدة للنشر وتخضع من قبل آخرين للتقييم العلمي الذي لايعترف بالمجاملات والمحسوبية! وهذا يعني محافظة الكاتب لمستوى كتاباته العالية التي تضعف رغم ارادة كل كاتب بفعل قلة المواضيع المطروحة،فما بالك اذا كانت تختص بعلم قليل الانتشار كعلم المستقبليات! هذا بالاضافة الى انه سوف يسمح للعدالة بأخذ دورها من خلال السماح لكتاب آخرين من نشر بحوثهم ومقالاتهم التي هي خلاصة زبدة افكارهم بدلا من ان يحاولوا ان ينشروها في الانترنت بعيدة عن تعقيدات البيروقراطية والمحسوبية والفكر الاحادي الجانب! ويمكن لنا مقارنة ذلك في الكثير من المواد البالغة القيمة المنشورة في الشبكة الالكترونية بينما تنشر في المطبوعات الكثير من المواد الضعيفة المستوى رغم انها تضعف بمرور الزمن نسبة النشر الخاصة بها!...
الباب الاخر وهو الاقل تأثيرا وقيمة من الاول! هو باب اوراق ادبية والذي يكتبه الكاتب المصري د.جابر عصفور...هذا الباب تحول منذ فترة زمنية طويلة الى باب مذكرات شخصية للكاتب المذكور بتفاصيلها المملة ورغم محاولاته ان ينشر النصوص الادبية من خلالها الا ان تلك المحاولة لا تستطيع من تغيير تلك المعادلة في شيء! ولذلك اصبح لجابر عصفور مكان ثابت لا يستطيع تغييره لكونه فريدا من خلال السماح له في نشر مايريد نشره في مجلة بحجم العربي! بينما اسم الباب يختلف كليا عن مضمون المذكرات الشخصية برغم النصوص الادبية المنشورة خلالها،وبالتالي من الواجب على المجلة عدم الاستمرار في ذلك النشر لكون تلك المقالات قد خرجت من سياقها المخصص لها واصبحت تبحث في ادق تفاصيل سيرة حياة كاتبها،بينما يقبع خلف الابواب الكثير من الكتاب المتميزون والذين يحملون موادهم القيمة والتي تفوق المنشور في ذلك الباب،جملة وتفصيلا!...الظاهر في هذا الباب انه الاسهل في التغيير ولكن للعلاقات كلمتها الفصل!وسمعة المطبوعة تفوق في قيمتها قيمة العلاقات الشخصية او المجاملات العلمية!....
الابواب الثابتة في المجلات يجب ان تكون مفتوحة للجميع!...يكفي في السياسة انها مقفلة على وجوه ثابته لاتفقه في العلم شيئا ومجبرون على رؤيتها!...
يجب ان تكون الثقافة المطبوعة غيرخاضعة للديكتاتورية حتى تسير في الاتجاه الصحيح!...ويكفي ضياع مسيرتنا السياسية الفاقدة لمقومات الديمقراطية....
1-كتاب :احاديث منتصف الليل...تأليف د.حسين مؤنس،وحسب الطبعة الثانية1993 يتألف الكتاب من159 من القطع الصغير...
مؤلف الكتاب د. مؤنس وهو مؤرخ مصري شهير(1911-1996) له الكثير من المؤلفات والابحاث والمقالات،كما وان اسلوب كتابته بسيط وسهل فهمه على الجميع ويستند على ثقافة تاريخية طويلة ورغم ذلك فأنه ايضا وقع في بعض الاخطاء التاريخية الا ان ذلك طبيعيا لكون دراسة التاريخ بموضوعية تامة،صعب جدا خاصة في ظل تضارب المصادر الرئيسية واقوالها في النقل الذي خضع الى تزييف وتحريف في زمن لا توجد به وسائل الثورة الاعلامية المعاصرة والتي نرى رغم ثمارها الظاهرة،اثر الكذب والتزييف والتدليس حتى في وقائع نقل الصورة والصوت!!.
هذا الكتاب يكاد يكون مثل شرب الشاي بعد عشاء دسم! اي انه قصص قصيرة ومسلية لوقائع تاريخية جرت احداثها في منتصف الليل،وقد ذكر هنا اربعة وثلاثين حدثا تاريخيا،الا ان بعضها ضعيف القيمة بالمقارنة مع البعض الاخر،والمؤلف اعترف انها قصاصات ورقية لقصص كتبها في فترات تاريخية مختلفة.
ومن الاقوال الجميلة التي فتح المؤلف كتابه هذا بها هو قول لمونتسيكو يذكره في احدى كتبه وهو ان التاريخ يرسم بالليل وينفذ بالنهار!... وهي عبارة صائبة الى حد ما،كما يذكر سيرة بعض المشاهير اللذين لاينامون الا قليلا بسبب تخطيطهم لاعمالهم التي ينفذونها في النهار او الخوف من غدر الغادرين!!.
الكثير من القصص هي من تاريخ الاندلس الذي برع فيه المؤرخ مؤنس كثيرا لكونه مختصا به وهو رئيس معهد للدراسات الاسلامية فيه،وبالتالي جاءت احاديثه فيه اكثر تحقيقا وتشويقا لتاريخ قد يهمله البعض لكون الاندلس بعيدة عن الشرق الاوسط مركز الاحادث المصيرية في التاريخ الاسلامي القديم والحديث!.
القصص لم تختص بفترة زمنية معينة بل بفترات زمنية مختلفة،ولكن الكثير من الاحداث التي يذكرها اما غير محققة من طرفه او يذكرها بأختصار لكون معظم القصص قد تحدث بها عن طريق برنامج اذاعي...
الكتاب بمجمله شيق وبسيط وغيرثقيل على الدماغ! وهو اسم على مسمى!...ولكن لمن يبحث الوقائع المحققة والتاريخ المفصل،فعليه مراجعة الموسوعات والكتب الضخمة التي يذكر مؤلفوها تحقيقهم للتاريخ فيها....
2- ابواب ثابتة ام ابواب خاصة!...
تشتهر مجلة العربي بتنوع المواضيع التي تنشرها خاصة في ظل تسابق الكثير من الكتاب على نشر دراساتهم ومقالاتهم فيها،الا انه يعيبها كثرة الاخطاء المطبعية فيها مع عدم التحقق من الكثير من الفقرات الا اذا ذكرها القراء لها!وكأنه صعب عليها مراجعة المطبوع قبل نشره...لفت نظري قول رئيس تحريرها سليمان العسكري في ندوة انهم يملكون مواد صالحة للنشر لمدة سنتين قادمتين!مما يعني انه مع كثرة تلك المواد وكثرة كتابها انه امام المجلة مهمة صعبة في الاختيار والنشر،ولكن عند مراجعتي لكل اعدادها المنشورة حديثا،ارى الكثير من المواضيع التي تخضع في النشر لمزاج معين! خاصة من حيث اسماء الكتاب،وقد يكون للعلاقات تأثيرا فيها خاصة وان بعضهم ضعيف المستوى الظاهر من خلال متن المقال وهو مايؤثر على مستوى المجلة والتي لولا تنوع مواضيعها لفقدت بريقها المشهور الذي كان شائعا قبل ثلاث عقود من الزمن والان ضعف بسبب الزحام الاعلامي والمعرفي مع تنوع المصادر وتجددها، وبالتالي تحتاج المجلة الى مجهود كبير للتخلص من تلك الظواهر السلبية وخاصة في ظل فقدانها للموضوعية والحيادية في الكثير من القضايا العربية الشائكة التي حاولت تجنب الخوض فيها سابقا،والان تدخل المعترك السياسي العربي بطريقة او بأخرى ومن خلال اعلامية واحدة لا تنفع لكون ان الرؤية المضادة مفقودة في النشر او ان الرؤية الاولى تفتقد للكثير من الجوانب الايجابية او الصدقية فيها...ولا اظن ان ادارة تلك المجلة ان تتخلى عن تلك الاساليب التي لاتنفع الا مع الاعلام الموجه الذي يقولب الحقائق والاكاذيب ضمن بوتقة الفكر الواحد!...
من الابواب الثابتة في المجلة هي باب مستقبليات وباب اوراق ادبية،والبابين هما لكاتبين مصريان، الاول هو د.احمد ابو زيد المختص بالمستقبليات،وبابه هو من الابواب الدسمة والتي تمتاز رغم قيمتها العالية،بجفافها الذي يلائم المختصين اكثر منه للقارئ العادي!وبالتالي فأن فرصة قراءة ابحاثه تكون مقتصرة على فئة اقل انتشارا ضمن صفوف المجتمع،ولكن لاحظت في الفترات الاخيرة ان الكثير من مواضيعه ضمن هذا الباب هي تأتي تكرارا لما سبق قوله ولكن بطريقة مختلفة! او ان الموضوع اساسا بعيد الصلة بعض الشيء بالمستقبليات مما يعني ان الكاتب اما يحتاج الى راحة ويترك الباب لفترة قصيرة لكتاب آخرين يشاركونه فيه او حتى تجتمع عنده مادة جيدة للنشر وتخضع من قبل آخرين للتقييم العلمي الذي لايعترف بالمجاملات والمحسوبية! وهذا يعني محافظة الكاتب لمستوى كتاباته العالية التي تضعف رغم ارادة كل كاتب بفعل قلة المواضيع المطروحة،فما بالك اذا كانت تختص بعلم قليل الانتشار كعلم المستقبليات! هذا بالاضافة الى انه سوف يسمح للعدالة بأخذ دورها من خلال السماح لكتاب آخرين من نشر بحوثهم ومقالاتهم التي هي خلاصة زبدة افكارهم بدلا من ان يحاولوا ان ينشروها في الانترنت بعيدة عن تعقيدات البيروقراطية والمحسوبية والفكر الاحادي الجانب! ويمكن لنا مقارنة ذلك في الكثير من المواد البالغة القيمة المنشورة في الشبكة الالكترونية بينما تنشر في المطبوعات الكثير من المواد الضعيفة المستوى رغم انها تضعف بمرور الزمن نسبة النشر الخاصة بها!...
الباب الاخر وهو الاقل تأثيرا وقيمة من الاول! هو باب اوراق ادبية والذي يكتبه الكاتب المصري د.جابر عصفور...هذا الباب تحول منذ فترة زمنية طويلة الى باب مذكرات شخصية للكاتب المذكور بتفاصيلها المملة ورغم محاولاته ان ينشر النصوص الادبية من خلالها الا ان تلك المحاولة لا تستطيع من تغيير تلك المعادلة في شيء! ولذلك اصبح لجابر عصفور مكان ثابت لا يستطيع تغييره لكونه فريدا من خلال السماح له في نشر مايريد نشره في مجلة بحجم العربي! بينما اسم الباب يختلف كليا عن مضمون المذكرات الشخصية برغم النصوص الادبية المنشورة خلالها،وبالتالي من الواجب على المجلة عدم الاستمرار في ذلك النشر لكون تلك المقالات قد خرجت من سياقها المخصص لها واصبحت تبحث في ادق تفاصيل سيرة حياة كاتبها،بينما يقبع خلف الابواب الكثير من الكتاب المتميزون والذين يحملون موادهم القيمة والتي تفوق المنشور في ذلك الباب،جملة وتفصيلا!...الظاهر في هذا الباب انه الاسهل في التغيير ولكن للعلاقات كلمتها الفصل!وسمعة المطبوعة تفوق في قيمتها قيمة العلاقات الشخصية او المجاملات العلمية!....
الابواب الثابتة في المجلات يجب ان تكون مفتوحة للجميع!...يكفي في السياسة انها مقفلة على وجوه ثابته لاتفقه في العلم شيئا ومجبرون على رؤيتها!...
يجب ان تكون الثقافة المطبوعة غيرخاضعة للديكتاتورية حتى تسير في الاتجاه الصحيح!...ويكفي ضياع مسيرتنا السياسية الفاقدة لمقومات الديمقراطية....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق