شبهات جلد الذات:
هل التعرض الى مواقع الخلل في العقل البشري والسلوك الانساني والحضارة،هو جلدا للذات؟!...وتعزيرا لها؟!...ام هي حالة طبيعية لدى الانسان يهدف من ورائها الى العمل الجاد لتخليص نفسه ومجتمعه في حاضره ومستقبله من كل الاخطاء والآثام التي واكبت حركته وحركة اسلافه في الماضي ؟!...
يرفض البعض حالة النقد او التعرض لاخطاء المجتمعات ويوسع الرفض الى حالة النقد الذاتي وتأييد كل ما يصدر من انتقادات ويعتبرها حالة من التباكي او الانتقام من النفس لا تستدعي ذلك،وللهروب من ذلك يميل البعض الى رمي الاخرين بنفس التهمة او حتى نفي الاتهام عن الذات وعن المجتمعات المحلية!..وقد تختلف نسبة الرفض للنقد بين الكلي الى الجزئي وبين شخص وآخر كأي اختلاف يقع بين البشر على قضية من القضايا...
في اختلاف كبير بين جلد الذات وبين النقد وخاصة النقد الذاتي بصورة خاصة،ففي الحالة الاولى تكون سلبية واقرب للحالة المرضية منها للصحية،وهي تشبه حالة الهروب من الواقع نتيجة للممارسات الخاطئة فيه دون تحليلها عقليا ومنطقيا واستخلاص النتائج والعبر منها والعمل على وضع الحلول الناجعة بغية الخروج من حالة الفشل واليأس، ويكون ذلك من خلال رفض المجتمع ككل وتأنيب الضمير بصورة تفوق المعتاد حتى تنتهي الى حالة من الهجران للمجتمع ككل كما حصل مع بعض الجماعات المتطرفة والتي من ابرزها جماعة التكفير والهجرة في السبعينات والعيش في بؤر منعزلة عن الواقع...لا تهدف الى تخليصه لكون الاحساس عاجزا عن التغيير بسبب عدم امتلاك آليات التغيير وقدراتها المعروفة،وهذه الحالة تنشأ اثناء الازمات التي تواجه الامم والمجتمعات وخاصة في هزائم الحروب والسياسة والفشل الاقتصادي وحالات الفقر الشديد الناتجة عنه وايضا المشكلات الشخصية الى غيرها من امراض المجتمعات المستعصية...اذن نحن امام حالة عجز كلي ليس فقط من خلال عدم تشخيص الحالات المرضية فحسب وانما ايضا تتمدد الحالة الى العجز في ايجاد الحلول والاكتفاء بالانعزال ورفض المحيط ولعنه مع لعن الزمن الرديء الذي نعيشه !...
تختلف حالة جلد الذات عن حالة التوبة من الذنوب الكبيرة والصغيرة...فالتوابون يهدفون من خلال شعورهم بالذنب الى تخليص النفس من آثامها والعمل الجاد لتطهيرها من خلال بناء الذات الجديدة والقادرة على العطاء او الانتقام من كل مصادر الفشل والقمع،ومن افضل الامثلة على ذلك حركة التوابون التي ظهرت في الكوفة بعد استشهاد الامام الحسين(ع) والتي قادها رجال اجبروا بطرق قمعية وارهابية مختلفة على حرمانهم من المشاركة في نصرة الثورة الحسينية مما ادى بهم الى حالة من الاحساس بالذنب العظيم من خلال العجز عن مواجهة ارهاب نظام الحكم الاموي،فكانت ثورة التوابون الشهيرة والتي استشهد معظم رجالاتها الذي اظهروا شجاعة نادرة في سبيل المبادئ الاسلامية السامية،وبالتالي كانت لهم وسائلهم في محاولة تخليص المجتمع من سيطرة الزمر الارهابية المنحرفة عن الخط الاسلامي والانساني المتمثل بدولة بني أمية...
هذه اذن حالة الجلد الذاتي والسلبيات الناشئة منها وهي حالة غير منتشرة بالطبع لان حالة النقد مهما كانت كبيرة وخاصة الذاتية منها والتي تنتشر مع الازمات المختلفة كما يحدث الان في العالم العربي، فأنها اي حالة النقد لاتهدف الى تشخيص السلبيات وعدم البحث عن الحلول الايجابية فحسب ،بل العمل على تطبيق تلك الحلول او على الاقل رفض المشاركة في الحالات السلبية اوانسحاب المشاركين اصلا فيها والتي تتنافى عادة مع المصلحة العامة والقيم الاخلاقية المتعارف عليها والتي تخضع الى حالة من التشويش والتضليل...
النقد والنقد الذاتي هي البحث الدائم عن كل المشكلات ومصادرها الاساسية والنظر بجرأة وموضوعية لها ودراستها من مختلف الجوانب بغية ايجاد الحلول المناسبة والتي قد لا نكون محظوظين في تطبيقها في الوقت الحاضر او في المستقبل المنظور،ولكن لانفقد الامل او نجعل الشعور باليأس يدخل في نفوسنا حتى الى اجيالنا القادمة...نعم قد يصل البعض الى تلك الدرجة العالية من التشاؤم ولكن ذلك ناتج من طول فترة الانحطاط الحضاري والمساوئ الناتجة عنه...وهي حالة ايضا طبيعية وتبتعد كثيرا عن حالة الجلد الذاتي والتي عرفنا معناها بصورة اجمالية والتي يتصورها البعض انها حالة من التباكي المستمر من سوء الاوضاع الحالية.
حالة الهروب من المشاكل لاتقع فقط في حالة الجلد الذاتي والذي يعرف الاخطاء دون ان يعمل على تصحيحها فحسب،بل هي حالة عامة منتشرة ويتمثل ذلك في ذكر مشاكل الاخرين واخطائهم...نعم الاخرين لهم مشاكلهم وهم لاينكرون ذلك بل ويعملون على تشخيصها وايجاد الحلول اللازمة لها ولا يمتنعون عن النقد الذاتي ولكن الهروب من مشاكلنا وتعليق الاخطاء على الاخرين هو خطأ فادح لا يمكن نكرانه او التساهل معه!...الاخرون يختلفون عنا في نوعية المشاكل وحتى في الحلول تبعا لاختلاف مجتمعاتهم ودرجة تطورهم ومستوى المشكلة... مشاكلنا قد تكون اكبر بكثير منهم( الغرب على سبيل المثال) وقد تكون عند الاخر منتهية منذ فترة طويلة من قبيل حالة الاستبداد في الحكم،وبالتالي علينا الاستفادة من حلول الاخرين التي اثبتت نجاحها وترك مشاكلهم لهم اذا لم نستطع مساعدتهم!...
حالة الوعي تعطي دافعا قويا على رفض الواقع السيء ونشر ذلك الوعي ايضا يكون واجبا كما ان الاشادة بحالة النقد هي كالمشاركة في التشخيص من قبل الاكثر وعيا وهي حالة تستوجب الاحترام والتقدير...لا الاتهام بأنها حالة من حالات جلد النفس التي هي سلبية وبعيدة عن السلوك السوي للانسان وطبيعته الهادفة الى خلق افضل الظروف لبناء مجتمع انساني قويم...
لو كان اتهام الاخرون بحالة الجلد الذاتي نتيجة لنقدهم المستمر لاوضاعهم واوضاع مجتمعاتهم صحيحا!...لتوقفت حالة التطور من خلال بقاء الاخطاء على حالها دون اكتشافها وتصحيحها والبقاء في حالة التقليد الجامد والاعمى، ويمكن لنا على سبيل المثال مشاهدة الفارق الكبير بين حالة الفقه الذي يمنع الاجتهاد والتجديد الذي هو حالة طبيعية مستمرة من الحياة لاسباب مختلفة ،وبين الفقه الذي يسمح به...ان الفارق كبيرا بالطبع! لان الثاني سوف يكون متقدما على الاول ليس فقط في درجة رقي طرق البحث العلمي وجودتها بل في نتائجه ايضا،وبالتالي سوف تنشأ حالة من الشعور بالعجز لدى الاول من خلال بقاءه في طرائقه القديمة والتي قد تنفع زمنا دون آخر...
النقد هو حالة طبيعية وهي تخص كل البشر دون استثناء،ولكن الاختلاف يكون في نوعية المشكلة واسبابها واختلاف طبيعة المجتمعات وتقبلها للمشاكل والحلول....
هل التعرض الى مواقع الخلل في العقل البشري والسلوك الانساني والحضارة،هو جلدا للذات؟!...وتعزيرا لها؟!...ام هي حالة طبيعية لدى الانسان يهدف من ورائها الى العمل الجاد لتخليص نفسه ومجتمعه في حاضره ومستقبله من كل الاخطاء والآثام التي واكبت حركته وحركة اسلافه في الماضي ؟!...
يرفض البعض حالة النقد او التعرض لاخطاء المجتمعات ويوسع الرفض الى حالة النقد الذاتي وتأييد كل ما يصدر من انتقادات ويعتبرها حالة من التباكي او الانتقام من النفس لا تستدعي ذلك،وللهروب من ذلك يميل البعض الى رمي الاخرين بنفس التهمة او حتى نفي الاتهام عن الذات وعن المجتمعات المحلية!..وقد تختلف نسبة الرفض للنقد بين الكلي الى الجزئي وبين شخص وآخر كأي اختلاف يقع بين البشر على قضية من القضايا...
في اختلاف كبير بين جلد الذات وبين النقد وخاصة النقد الذاتي بصورة خاصة،ففي الحالة الاولى تكون سلبية واقرب للحالة المرضية منها للصحية،وهي تشبه حالة الهروب من الواقع نتيجة للممارسات الخاطئة فيه دون تحليلها عقليا ومنطقيا واستخلاص النتائج والعبر منها والعمل على وضع الحلول الناجعة بغية الخروج من حالة الفشل واليأس، ويكون ذلك من خلال رفض المجتمع ككل وتأنيب الضمير بصورة تفوق المعتاد حتى تنتهي الى حالة من الهجران للمجتمع ككل كما حصل مع بعض الجماعات المتطرفة والتي من ابرزها جماعة التكفير والهجرة في السبعينات والعيش في بؤر منعزلة عن الواقع...لا تهدف الى تخليصه لكون الاحساس عاجزا عن التغيير بسبب عدم امتلاك آليات التغيير وقدراتها المعروفة،وهذه الحالة تنشأ اثناء الازمات التي تواجه الامم والمجتمعات وخاصة في هزائم الحروب والسياسة والفشل الاقتصادي وحالات الفقر الشديد الناتجة عنه وايضا المشكلات الشخصية الى غيرها من امراض المجتمعات المستعصية...اذن نحن امام حالة عجز كلي ليس فقط من خلال عدم تشخيص الحالات المرضية فحسب وانما ايضا تتمدد الحالة الى العجز في ايجاد الحلول والاكتفاء بالانعزال ورفض المحيط ولعنه مع لعن الزمن الرديء الذي نعيشه !...
تختلف حالة جلد الذات عن حالة التوبة من الذنوب الكبيرة والصغيرة...فالتوابون يهدفون من خلال شعورهم بالذنب الى تخليص النفس من آثامها والعمل الجاد لتطهيرها من خلال بناء الذات الجديدة والقادرة على العطاء او الانتقام من كل مصادر الفشل والقمع،ومن افضل الامثلة على ذلك حركة التوابون التي ظهرت في الكوفة بعد استشهاد الامام الحسين(ع) والتي قادها رجال اجبروا بطرق قمعية وارهابية مختلفة على حرمانهم من المشاركة في نصرة الثورة الحسينية مما ادى بهم الى حالة من الاحساس بالذنب العظيم من خلال العجز عن مواجهة ارهاب نظام الحكم الاموي،فكانت ثورة التوابون الشهيرة والتي استشهد معظم رجالاتها الذي اظهروا شجاعة نادرة في سبيل المبادئ الاسلامية السامية،وبالتالي كانت لهم وسائلهم في محاولة تخليص المجتمع من سيطرة الزمر الارهابية المنحرفة عن الخط الاسلامي والانساني المتمثل بدولة بني أمية...
هذه اذن حالة الجلد الذاتي والسلبيات الناشئة منها وهي حالة غير منتشرة بالطبع لان حالة النقد مهما كانت كبيرة وخاصة الذاتية منها والتي تنتشر مع الازمات المختلفة كما يحدث الان في العالم العربي، فأنها اي حالة النقد لاتهدف الى تشخيص السلبيات وعدم البحث عن الحلول الايجابية فحسب ،بل العمل على تطبيق تلك الحلول او على الاقل رفض المشاركة في الحالات السلبية اوانسحاب المشاركين اصلا فيها والتي تتنافى عادة مع المصلحة العامة والقيم الاخلاقية المتعارف عليها والتي تخضع الى حالة من التشويش والتضليل...
النقد والنقد الذاتي هي البحث الدائم عن كل المشكلات ومصادرها الاساسية والنظر بجرأة وموضوعية لها ودراستها من مختلف الجوانب بغية ايجاد الحلول المناسبة والتي قد لا نكون محظوظين في تطبيقها في الوقت الحاضر او في المستقبل المنظور،ولكن لانفقد الامل او نجعل الشعور باليأس يدخل في نفوسنا حتى الى اجيالنا القادمة...نعم قد يصل البعض الى تلك الدرجة العالية من التشاؤم ولكن ذلك ناتج من طول فترة الانحطاط الحضاري والمساوئ الناتجة عنه...وهي حالة ايضا طبيعية وتبتعد كثيرا عن حالة الجلد الذاتي والتي عرفنا معناها بصورة اجمالية والتي يتصورها البعض انها حالة من التباكي المستمر من سوء الاوضاع الحالية.
حالة الهروب من المشاكل لاتقع فقط في حالة الجلد الذاتي والذي يعرف الاخطاء دون ان يعمل على تصحيحها فحسب،بل هي حالة عامة منتشرة ويتمثل ذلك في ذكر مشاكل الاخرين واخطائهم...نعم الاخرين لهم مشاكلهم وهم لاينكرون ذلك بل ويعملون على تشخيصها وايجاد الحلول اللازمة لها ولا يمتنعون عن النقد الذاتي ولكن الهروب من مشاكلنا وتعليق الاخطاء على الاخرين هو خطأ فادح لا يمكن نكرانه او التساهل معه!...الاخرون يختلفون عنا في نوعية المشاكل وحتى في الحلول تبعا لاختلاف مجتمعاتهم ودرجة تطورهم ومستوى المشكلة... مشاكلنا قد تكون اكبر بكثير منهم( الغرب على سبيل المثال) وقد تكون عند الاخر منتهية منذ فترة طويلة من قبيل حالة الاستبداد في الحكم،وبالتالي علينا الاستفادة من حلول الاخرين التي اثبتت نجاحها وترك مشاكلهم لهم اذا لم نستطع مساعدتهم!...
حالة الوعي تعطي دافعا قويا على رفض الواقع السيء ونشر ذلك الوعي ايضا يكون واجبا كما ان الاشادة بحالة النقد هي كالمشاركة في التشخيص من قبل الاكثر وعيا وهي حالة تستوجب الاحترام والتقدير...لا الاتهام بأنها حالة من حالات جلد النفس التي هي سلبية وبعيدة عن السلوك السوي للانسان وطبيعته الهادفة الى خلق افضل الظروف لبناء مجتمع انساني قويم...
لو كان اتهام الاخرون بحالة الجلد الذاتي نتيجة لنقدهم المستمر لاوضاعهم واوضاع مجتمعاتهم صحيحا!...لتوقفت حالة التطور من خلال بقاء الاخطاء على حالها دون اكتشافها وتصحيحها والبقاء في حالة التقليد الجامد والاعمى، ويمكن لنا على سبيل المثال مشاهدة الفارق الكبير بين حالة الفقه الذي يمنع الاجتهاد والتجديد الذي هو حالة طبيعية مستمرة من الحياة لاسباب مختلفة ،وبين الفقه الذي يسمح به...ان الفارق كبيرا بالطبع! لان الثاني سوف يكون متقدما على الاول ليس فقط في درجة رقي طرق البحث العلمي وجودتها بل في نتائجه ايضا،وبالتالي سوف تنشأ حالة من الشعور بالعجز لدى الاول من خلال بقاءه في طرائقه القديمة والتي قد تنفع زمنا دون آخر...
النقد هو حالة طبيعية وهي تخص كل البشر دون استثناء،ولكن الاختلاف يكون في نوعية المشكلة واسبابها واختلاف طبيعة المجتمعات وتقبلها للمشاكل والحلول....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق