الهوية والمواطنة:
كانت حلقة المناقشة للندوة الثقافية العامة (1-11-2009) خاصة في موضوع حساس يمس الجميع ويدور حول المواطنة والهوية،والبحث كان مختصرا بالطبع والمناقشات قد تكون خرجت عن صلب الموضوع خاصة في ظل الربط التقليدي بمشكلات العالم العربي وببعض بلدانه التي تعاني من مشكلات عميقة نابعة من التعارض بين الهوية والمواطنة،وهذا التعارض يخرج من دائرة السلم الاهلي ليدخل في معمعة العنف والعنف المضاد...
الموضوع بحق هو عميق الى درجة تبعث في النفوس اليأس والملل!،ولا تنفع معه دراسات عديدة،خاصة في ظل التنوع البشري الهائل والذي يقتضي الخروج من دائرة التقيد بمسلمات عديدة يتصورها البعض انها تنفع لكل البشر بمختلف اجناسهم واعراقهم واعمارهم!...نعم قد توجد قواعد مشتركة جامعة بين البشر، ولكنها تكون في نسبة متدنية اذا ماقورنت بنسبة قواعد الاختلاف التي تكون اعلى نسبة واكثر دموية وقسوة اذا ماخرجت من ايدي العقلاء ووصلت الى ايدي السفهاء!..
نقاط البحث الرئيسية:
التعريف الذي طرح في البحث حول المواطنة:هي انتساب جغرافي محدد،بينما الهوية:هي انتساب ثقافي وديني وعرقي الى اخره من المعتقدات والقيم المختلفة.
ليس الوطن هو الذي يحدد نوع الهوية،ولكن العكس صحيح غالبا هو ان الهوية تفرض على الوطن...
يحدث تعارض بين الهوية والمواطنة في كل المشكلات وطرق معالجتها...وقد يصل الحل الى تقسيم الاوطان كما حدث في القارة الهندية والصومال والاتحاد السوفييتي...وبذلك تتمزق اوطان بتعدد الثقافات،واتحاد الهويات في اوطان عديدة يؤدي الى الجمع بينها كما هو حادث في تكوين الاتحاد الاوروبي...
الديمقراطية هي جزء من الهوية الثقافية،والعلمانية كذلك...وبذلك لن يكونا حلين متكاملين نظرا لعدم اعتقاد الكثيرين بهما...
الثورة التكنولوجية الحديثة والتي جلبت العولمة كنتاج ثقافي لها هي اضعفت الدولة الوطنية والاواصر الموجودة في داخلها وفي نفس الوقت حلت محلها مبادئ الانسانية العالمية والتي اثرت الى حد بعيد...
هوامش على المتن:
الموضوع هو محل اختلاف وليس محل اتفاق بين الجميع،وقد يصح رأي في بلد ما ولا يصح في آخر!...وبالتالي ان التعميم وخاصة المفروض بالقوة هو خطأ فظيع سوف تظهر نتائجه التدميرية لاحقا مهما طالت الحقب الزمنية...
الاختلاف بين الهويات هو يصل الى درجة تدميرية ولا يقف عائقا امامها سوى فرض القانون الذي يساوي بين الجميع،ولكن الارادة التي تفرض القانون هي محل اختلاف هل هي شرعية ام لا؟!...اذا كانت صاحبة شرعية كما هو حاصل في الدول الديمقراطية الليبرالية،فأن الاستقرار سوف يطول وان لم تصل الى درجة الابدية المستحيلة بالطبع!... وفي المقابل فأن الدول التي تحكمها فئات متسلطة بالحديد والنار والادعاء بنيابة الحق الالهي فأنها اكثر سرعة في الانهيار والزوال،والامثلة عديدة امامنا في التاريخ المعاصر او الازمنة السابقة،ويمكن ملاحظة الرفض القاطع للتخلي عن الحكم او السماح بتغييره سلميا لكثير من الانظمة...
قد يتصور البعض ان المواطنة اقوى من الهوية،وهو رأي شائع بالطبع الا ان الواقع يثبت ان الهوية اقوى واشمل وهي متجذرة في النفوس الى درجة يصعب اقتلاعها نهائيا...ولذلك نجد ان الاوطان تتغير بأستمرار وان خفت تلك الظاهرة في العصر الحديث من خلال السيطرة الغربية على امور العالم،الا انه حلت محلها الهجرة الى الخارج مثلا ...ولكن الثقافات لن تتغير الا بصورة ضئيلة جدا في بعض فروعها وعلى مدار حقب زمنية طويلة...
يستحيل على اي انسان ان يدعي المواطنة بدون هوية!...تلك خرافة لا مجال لها في العيش في ارض الافكار والنظريات...فمن يقول ذلك معناه ان يبذل اقصى الجهد في منع النفس من الاختلاط او حتى مجرد الحديث في شؤون الامم الاخرى ناهيك عن دراسة العلوم والاداب...
تتحول الهوية احيانا الى وطن يجمع بين البشر بغض النظر عن انتمائاتهم العرقية،والاوطان الخالية من الاختلاف في الهوية قليلة العدد واكثر استقرارا ولكنها في نفس الوقت فقيرة في البنية الفوقية لمجتمعها،ففي الاختلاف يظهر الجمال والابداع خاصة في ظل العيش المشترك بأمن وسلام ويمكن ملاحظة ان الاوطان الكبيرة الحجم تكون محل رغبة في الزيارة اكثر من الاوطان الصغيرة...
للحديث بقية ولكن الرغبة في الاختصار هنا، نبقيها الى مواقع بحثية اخرى قد تتصل بالموضوع او في بعض جوانبه بصفة او بأخرى...
كانت حلقة المناقشة للندوة الثقافية العامة (1-11-2009) خاصة في موضوع حساس يمس الجميع ويدور حول المواطنة والهوية،والبحث كان مختصرا بالطبع والمناقشات قد تكون خرجت عن صلب الموضوع خاصة في ظل الربط التقليدي بمشكلات العالم العربي وببعض بلدانه التي تعاني من مشكلات عميقة نابعة من التعارض بين الهوية والمواطنة،وهذا التعارض يخرج من دائرة السلم الاهلي ليدخل في معمعة العنف والعنف المضاد...
الموضوع بحق هو عميق الى درجة تبعث في النفوس اليأس والملل!،ولا تنفع معه دراسات عديدة،خاصة في ظل التنوع البشري الهائل والذي يقتضي الخروج من دائرة التقيد بمسلمات عديدة يتصورها البعض انها تنفع لكل البشر بمختلف اجناسهم واعراقهم واعمارهم!...نعم قد توجد قواعد مشتركة جامعة بين البشر، ولكنها تكون في نسبة متدنية اذا ماقورنت بنسبة قواعد الاختلاف التي تكون اعلى نسبة واكثر دموية وقسوة اذا ماخرجت من ايدي العقلاء ووصلت الى ايدي السفهاء!..
نقاط البحث الرئيسية:
التعريف الذي طرح في البحث حول المواطنة:هي انتساب جغرافي محدد،بينما الهوية:هي انتساب ثقافي وديني وعرقي الى اخره من المعتقدات والقيم المختلفة.
ليس الوطن هو الذي يحدد نوع الهوية،ولكن العكس صحيح غالبا هو ان الهوية تفرض على الوطن...
يحدث تعارض بين الهوية والمواطنة في كل المشكلات وطرق معالجتها...وقد يصل الحل الى تقسيم الاوطان كما حدث في القارة الهندية والصومال والاتحاد السوفييتي...وبذلك تتمزق اوطان بتعدد الثقافات،واتحاد الهويات في اوطان عديدة يؤدي الى الجمع بينها كما هو حادث في تكوين الاتحاد الاوروبي...
الديمقراطية هي جزء من الهوية الثقافية،والعلمانية كذلك...وبذلك لن يكونا حلين متكاملين نظرا لعدم اعتقاد الكثيرين بهما...
الثورة التكنولوجية الحديثة والتي جلبت العولمة كنتاج ثقافي لها هي اضعفت الدولة الوطنية والاواصر الموجودة في داخلها وفي نفس الوقت حلت محلها مبادئ الانسانية العالمية والتي اثرت الى حد بعيد...
هوامش على المتن:
الموضوع هو محل اختلاف وليس محل اتفاق بين الجميع،وقد يصح رأي في بلد ما ولا يصح في آخر!...وبالتالي ان التعميم وخاصة المفروض بالقوة هو خطأ فظيع سوف تظهر نتائجه التدميرية لاحقا مهما طالت الحقب الزمنية...
الاختلاف بين الهويات هو يصل الى درجة تدميرية ولا يقف عائقا امامها سوى فرض القانون الذي يساوي بين الجميع،ولكن الارادة التي تفرض القانون هي محل اختلاف هل هي شرعية ام لا؟!...اذا كانت صاحبة شرعية كما هو حاصل في الدول الديمقراطية الليبرالية،فأن الاستقرار سوف يطول وان لم تصل الى درجة الابدية المستحيلة بالطبع!... وفي المقابل فأن الدول التي تحكمها فئات متسلطة بالحديد والنار والادعاء بنيابة الحق الالهي فأنها اكثر سرعة في الانهيار والزوال،والامثلة عديدة امامنا في التاريخ المعاصر او الازمنة السابقة،ويمكن ملاحظة الرفض القاطع للتخلي عن الحكم او السماح بتغييره سلميا لكثير من الانظمة...
قد يتصور البعض ان المواطنة اقوى من الهوية،وهو رأي شائع بالطبع الا ان الواقع يثبت ان الهوية اقوى واشمل وهي متجذرة في النفوس الى درجة يصعب اقتلاعها نهائيا...ولذلك نجد ان الاوطان تتغير بأستمرار وان خفت تلك الظاهرة في العصر الحديث من خلال السيطرة الغربية على امور العالم،الا انه حلت محلها الهجرة الى الخارج مثلا ...ولكن الثقافات لن تتغير الا بصورة ضئيلة جدا في بعض فروعها وعلى مدار حقب زمنية طويلة...
يستحيل على اي انسان ان يدعي المواطنة بدون هوية!...تلك خرافة لا مجال لها في العيش في ارض الافكار والنظريات...فمن يقول ذلك معناه ان يبذل اقصى الجهد في منع النفس من الاختلاط او حتى مجرد الحديث في شؤون الامم الاخرى ناهيك عن دراسة العلوم والاداب...
تتحول الهوية احيانا الى وطن يجمع بين البشر بغض النظر عن انتمائاتهم العرقية،والاوطان الخالية من الاختلاف في الهوية قليلة العدد واكثر استقرارا ولكنها في نفس الوقت فقيرة في البنية الفوقية لمجتمعها،ففي الاختلاف يظهر الجمال والابداع خاصة في ظل العيش المشترك بأمن وسلام ويمكن ملاحظة ان الاوطان الكبيرة الحجم تكون محل رغبة في الزيارة اكثر من الاوطان الصغيرة...
للحديث بقية ولكن الرغبة في الاختصار هنا، نبقيها الى مواقع بحثية اخرى قد تتصل بالموضوع او في بعض جوانبه بصفة او بأخرى...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق