هوامش نقدية:
في تعليق على موضوع الشك اساس اليقين في احد المنتديات وجدت من يعترض على جزء منه بقوله ان:العلوم الطبيعية هي الاصعب حتى بالمقارنة مع العلوم الدينية والانسانية الاخرى في حالة البحث والاستكشاف؟...اما السؤال الثاني فهو كيف لمؤمن متوكل على الله ان يشك وكيف له ان يرى غير مايرى القرآن؟!...ان المؤمن بالله,المتوكل عليه,لا يقدر ان يشك, ببساطه لانه وصل الى اليقين عن غير طريق العقل فلم يبحث ويفتش ؟...
اقول:بالنسبة للسؤال الاول،العلوم الطبيعية هي في الغالب تجريبية وليست غيبية بمعنى ان للتجربة اهمية قصوى للوصول الى اعلى المراتب اليقينية ولذلك فأن الشك هنا يكون في الاضافات التي تدعى ابتكارات وهي على الاختراعات الموجودة اساسا من خلال اضافة المزيد من المزايا التجريبية المحسنة للوصول الى تقنية ارفع مع الاستخدام الامثل للوسائل المتيسرة،وبالنسبة للاختراعات الجديدة يكون الشك هنا اساس البحث في التأمل في المسائل المراد البحث فيها او التي تلفت الانظار لاول مرة واستخلاص النتائج من المقدمات الموجودة للوصول الى الهدف المراد منه اضافة شيء جديد...وهنا نرى ان الشك هو طريق لغرض الاضافة اليقينية في العلوم الطبيعية وبالتالي ان هذا الشك ليس عليه خطرا الا في حالات نادرة يراد منها الاستخدام السيء للوسائل الطبيعية في تدمير الانسان وما يحيط به،وما عدا ذلك لا نرى ان الشك يؤدي الى ضياع الانسان بمقدار الفائدة المرجوة منه في الوصول الى نتائج باهرة وناجحة لخدمة التطور العلمي الطبيعي...
اما كيف العلوم الدينية والانسانية هي الاصعب بالمقارنة مع العلوم الطبيعية،لكون ان العلوم الانسانية في الغالب غير تجريبية بل هي تستند اساسا على العقل والمنطق بالاضافة الى المرتكزات الاخرى كالعلوم الرياضية وماشابه اثناء طرق البحث...وهنا في هذه العلوم عندما يراد الاضافة بغرض الاكتشاف والابتكار فسوف يكون الشك هو الاساس المؤدي الى ذلك وبما ان الطرق الموصلة الى اليقين هنا متعددة والنتائج الصائبة ايضا متعددة يكون بالتالي هنالك مشاكل كثيرة تنشأ ليس بين الحلول الناجحة فحسب بل حتى مع الحلول الفاشلة التي ترفض الاعتراف بالخطأ! لانه اساسا ليس هنالك منهاج ثابت يقيس الامور الصائبة من غيرها بصورة مطلقة ويتفق الجميع حوله في تلك العلوم التي تخضع للبحث العقلي المجرد في الغالب...وبينما يكون من الملائم العقلي والمنطقي هو اختيار الاكثر قدرة واختصار مع ظهور اعلى درجات النجاح في اليقين في الطرق البحثية في تلك العلوم فأن الشك يبقى قائما في ايهما هو الاكثر صوابية في ظل تعدد الاحتمالات الناجحة وفي ظل تعدد البراهين القائمة على اسس نظريات متعددة قد يكون بينها تعارض محكم يصعب على المتبحرين احيانا التفريق بينها فكيف بالانسان العادي...لنأخذ بعض الامثلة البسيطة...ففي العلوم النفسية يجد العاملين فيه نظريات تجريبية عديدة تخضع احيانا في تطبيقها للمزاج النفسي او للخبرة والتجربة الميدانية المستجدة في التعامل مع الحالات النفسية المعقدة للمريض النفسي الذي قد ينفعه علاج ثم لمريض آخر ولنفس الحالة قد لاينفعه نفس العلاج وبالتالي يكون احتمال استخدام ثاني لعلاج مختلف!...وهذا يكون ايضا في العلوم الاقتصادية للمشاكل التي تعاني منها مختلف البلدان،من قبيل حالات الكساد والركود والبطالة وتدهور الاقتصاد بصورة عامة والمشاكل الناتجة عنه،يكون في تلك الحالة وضع الحلول الجاهزة امرا عسيرا بل من الغباء تطبيق نفس الحلول على بلدين ولو متقاربين في الوضع بينما تفرض الضرورات العقلية والمنطقية الالتزام بالظروف المحلية التي تختلف درجاتها من بلد لاخر وبالتالي ضرورة ادخال بعض التغييرات على الخطط الموضوعة لتلائم الوضع المحلي وحسب الظرف الموجود والامكانيات المتاحة...
اما في العلوم الدينية فالحالة مشابهة هنا وفي كثير من المواد من قبيل تفسير القرآن فأننا نجد ان تفسيره يتغير بمرور الازمان وتصدر بين كل فترة زمنية وأخرى تفاسير جديدة بعضها يعتمد على التفاسير القديمة ويقوم بتطويرها حسب ما استجد من بحوث وتطوير،بينما البعض الاخر يعتمد بصورة شبه مستقلة واكثر استنادا للعلوم العصرية وطرقها التجريبية العقلية الحديثة،بينما في علوم اخرى مثل الفقه فأننا نرى المسائل الفقهية القديمة تستمر ولكن طرق الوصول الى الحكم الشرعي فيها يختلف من عصر لاخر مع ان المسألة هي ثابتة ولكن بأستخدام الوسائل العقلية المختلفة وبمناهج جديدة والتي تخضع للتطور العلمي المتجدد بأستمرار فأن البحث في تلك المسائل بغية حلها من خلال استخدام القواعد الشرعية الجديدة او ببراهين جديدة هو الذي يزيد البحث فيها تعقيدا وتجددا بأستمرار...
اما المسائل المستحدثة فالوضع يختلف بأستمرار من حيث انعدام وجودها في السابق وكذلك في اختلاف الاساليب الشرعية والبراهين العقلية والنقلية للوصول الى حل عاجل لها ايضا يزيد تلك العلوم تقدما وتعقدا كذلك في اختلاف طرق الوصول...وبالتالي فأن تلك الامثلة النموذجية المختصرة تبين لنا حجم الصعوبة ليس فقط في البحث والاستكشاف وانما في التطبيق ايضا حتى لو كانت الحلول ناجحة لانها ليست مطلقة بمعنى ان تمنع المزيد من البحث حول مسألة ما وانما هنالك تناقض ايضا مع حلول اخرى قد تستخدم او لا لنفس الطرق المؤدية لنتائج مختلفة ....
اما حول السؤال الثاني:فأن اول كلمة في اول سورة في القرآن نزلت على النبي محمد(ص)هي أقرأ بمعنى ابحث عن الحقيقة لانه كان امي الابجدية المكتوبة والمقروئة،ولكنه كان عالما لا يجارى بحقائق الكون والانسان وبقدرة غيبية دالة وهذا معروف عنه في مواضع كثيرة وتلك واحدة من المعجزات،وبالتالي فأن الشك المؤدي الى البحث الذي يوصل الى اليقين هو الذي يدعو اليه القرآن وفي مواضع كثيرة وهذا الحث ايضا انتقل الى الاحاديث النبوية الشريفة الموثقة من قبيل اطلبوا العلم من المهد الى اللحد او اطلبوا العلم ولو في الصين او الحكمة ضالة المؤمن اطلبوها ولو من رأس النفاق...هذا يوصلنا الى نتيجة هامة هو ان الحث الدائم على البحث هو لغرض الوصول الى الحق بأستخدام الوسائل العقلية والنقلية وليس لغرض تشكيك الانسان في نفسه وفي خالقه،وفي النهاية العلم لايتعارض مع الايمان بل يكمله ولكن بقدرات عقلية وتجريبية متجددة ومتطورة باستمرار...
اذا هو وسيلة للوصول الى الحق المطلق وهذا يكون اعلى الدرجات العلمية الايمانية التي تكون اعظم من طريقة الايمان الوراثي الذي يسود نسبة كبيرة من عامة الناس دون الالتزام بروحية الدين ونواهيه بطريقة عقلانية تحافظ على سمو المبادئ والتعاليم الدينية بينما نجد في المقابل الكثير من المتزمتين اللذين يتعاملون مع التعاليم والنصوص الدينية بطريقة فجة او عشوائية مما يسبب تشوها غريبا للتعاليم الدينية في نظر الاخرين او يشوه صورة المتدينين انفسهم!..
اما قول ان المؤمن بالله والمتوكل عليه لايصل لليقين بالبحث لانه وصل عن غير طريق العقل... فهذا مردود لان هذا هو الايمان الوراثي الذي تحدثنا عنه وهو يكون مذموما من قبل الكثيرين لانه سوف يجعله هدفا سهلا لكل من يخالف الدين او الايمان سواء من الملحدين او من الاديان الاخرى،ولذلك يكون الايمان المستند على البحث الذاتي الذي لايكون بغير العدة العلمية (في العلوم الطبيعية تكون الاجهزة والمعدات مع المعرفة)التي تساعده في السير في مجاهل الطرق الموحشة التي تضعه بين خيارات عديدة من الاديان والمذاهب والافكار والاراء وبالتالي يكون للمعرفة دورا هاما مع التسديد الالهي الناشيء من التوكل على الله تعالى الذي يساعد الانسان لبلوغه اهدافه السامية...وكمزيد من الامثلة لم يجد بعض الائمة او الفقهاء بئسا في التحاور العلمي المهذب مع الكثير من الذين يثيرون تلك النقاشات التي تتخذ احيانا طابع فلسفي وقد برز الامام علي(ع) في ذلك كثيرا ثم الامام جعفر الصادق(ع) الذي كان يحاور حتى الزنادقة وبالتأكيد اذا كانت الحجة قوية والاخر يقبلها فأن الهداية تكون نهايته وبايمان صادق قوي... البحث هنا بعد الايمان الفطري له اهمية عالية ليس فقط في ان يرفع الانسان من مستواه العلمي والمعرفي بل ويعمق ايمانه ويجعل لحياته معنى وهدف عظيم بينما الايمان عن جهل يسبب له كوارث في عالم يتصارع فيه البشر على ابسط مقومات العيش والبقاء...الايمان اليقيني المطلق هو اسمى ايمان واكثره قوة ورفعة وسؤدد وهو هدف كل من يسعى الى البحث عن الحق المطلق وليس غيره...........
في تعليق على موضوع الشك اساس اليقين في احد المنتديات وجدت من يعترض على جزء منه بقوله ان:العلوم الطبيعية هي الاصعب حتى بالمقارنة مع العلوم الدينية والانسانية الاخرى في حالة البحث والاستكشاف؟...اما السؤال الثاني فهو كيف لمؤمن متوكل على الله ان يشك وكيف له ان يرى غير مايرى القرآن؟!...ان المؤمن بالله,المتوكل عليه,لا يقدر ان يشك, ببساطه لانه وصل الى اليقين عن غير طريق العقل فلم يبحث ويفتش ؟...
اقول:بالنسبة للسؤال الاول،العلوم الطبيعية هي في الغالب تجريبية وليست غيبية بمعنى ان للتجربة اهمية قصوى للوصول الى اعلى المراتب اليقينية ولذلك فأن الشك هنا يكون في الاضافات التي تدعى ابتكارات وهي على الاختراعات الموجودة اساسا من خلال اضافة المزيد من المزايا التجريبية المحسنة للوصول الى تقنية ارفع مع الاستخدام الامثل للوسائل المتيسرة،وبالنسبة للاختراعات الجديدة يكون الشك هنا اساس البحث في التأمل في المسائل المراد البحث فيها او التي تلفت الانظار لاول مرة واستخلاص النتائج من المقدمات الموجودة للوصول الى الهدف المراد منه اضافة شيء جديد...وهنا نرى ان الشك هو طريق لغرض الاضافة اليقينية في العلوم الطبيعية وبالتالي ان هذا الشك ليس عليه خطرا الا في حالات نادرة يراد منها الاستخدام السيء للوسائل الطبيعية في تدمير الانسان وما يحيط به،وما عدا ذلك لا نرى ان الشك يؤدي الى ضياع الانسان بمقدار الفائدة المرجوة منه في الوصول الى نتائج باهرة وناجحة لخدمة التطور العلمي الطبيعي...
اما كيف العلوم الدينية والانسانية هي الاصعب بالمقارنة مع العلوم الطبيعية،لكون ان العلوم الانسانية في الغالب غير تجريبية بل هي تستند اساسا على العقل والمنطق بالاضافة الى المرتكزات الاخرى كالعلوم الرياضية وماشابه اثناء طرق البحث...وهنا في هذه العلوم عندما يراد الاضافة بغرض الاكتشاف والابتكار فسوف يكون الشك هو الاساس المؤدي الى ذلك وبما ان الطرق الموصلة الى اليقين هنا متعددة والنتائج الصائبة ايضا متعددة يكون بالتالي هنالك مشاكل كثيرة تنشأ ليس بين الحلول الناجحة فحسب بل حتى مع الحلول الفاشلة التي ترفض الاعتراف بالخطأ! لانه اساسا ليس هنالك منهاج ثابت يقيس الامور الصائبة من غيرها بصورة مطلقة ويتفق الجميع حوله في تلك العلوم التي تخضع للبحث العقلي المجرد في الغالب...وبينما يكون من الملائم العقلي والمنطقي هو اختيار الاكثر قدرة واختصار مع ظهور اعلى درجات النجاح في اليقين في الطرق البحثية في تلك العلوم فأن الشك يبقى قائما في ايهما هو الاكثر صوابية في ظل تعدد الاحتمالات الناجحة وفي ظل تعدد البراهين القائمة على اسس نظريات متعددة قد يكون بينها تعارض محكم يصعب على المتبحرين احيانا التفريق بينها فكيف بالانسان العادي...لنأخذ بعض الامثلة البسيطة...ففي العلوم النفسية يجد العاملين فيه نظريات تجريبية عديدة تخضع احيانا في تطبيقها للمزاج النفسي او للخبرة والتجربة الميدانية المستجدة في التعامل مع الحالات النفسية المعقدة للمريض النفسي الذي قد ينفعه علاج ثم لمريض آخر ولنفس الحالة قد لاينفعه نفس العلاج وبالتالي يكون احتمال استخدام ثاني لعلاج مختلف!...وهذا يكون ايضا في العلوم الاقتصادية للمشاكل التي تعاني منها مختلف البلدان،من قبيل حالات الكساد والركود والبطالة وتدهور الاقتصاد بصورة عامة والمشاكل الناتجة عنه،يكون في تلك الحالة وضع الحلول الجاهزة امرا عسيرا بل من الغباء تطبيق نفس الحلول على بلدين ولو متقاربين في الوضع بينما تفرض الضرورات العقلية والمنطقية الالتزام بالظروف المحلية التي تختلف درجاتها من بلد لاخر وبالتالي ضرورة ادخال بعض التغييرات على الخطط الموضوعة لتلائم الوضع المحلي وحسب الظرف الموجود والامكانيات المتاحة...
اما في العلوم الدينية فالحالة مشابهة هنا وفي كثير من المواد من قبيل تفسير القرآن فأننا نجد ان تفسيره يتغير بمرور الازمان وتصدر بين كل فترة زمنية وأخرى تفاسير جديدة بعضها يعتمد على التفاسير القديمة ويقوم بتطويرها حسب ما استجد من بحوث وتطوير،بينما البعض الاخر يعتمد بصورة شبه مستقلة واكثر استنادا للعلوم العصرية وطرقها التجريبية العقلية الحديثة،بينما في علوم اخرى مثل الفقه فأننا نرى المسائل الفقهية القديمة تستمر ولكن طرق الوصول الى الحكم الشرعي فيها يختلف من عصر لاخر مع ان المسألة هي ثابتة ولكن بأستخدام الوسائل العقلية المختلفة وبمناهج جديدة والتي تخضع للتطور العلمي المتجدد بأستمرار فأن البحث في تلك المسائل بغية حلها من خلال استخدام القواعد الشرعية الجديدة او ببراهين جديدة هو الذي يزيد البحث فيها تعقيدا وتجددا بأستمرار...
اما المسائل المستحدثة فالوضع يختلف بأستمرار من حيث انعدام وجودها في السابق وكذلك في اختلاف الاساليب الشرعية والبراهين العقلية والنقلية للوصول الى حل عاجل لها ايضا يزيد تلك العلوم تقدما وتعقدا كذلك في اختلاف طرق الوصول...وبالتالي فأن تلك الامثلة النموذجية المختصرة تبين لنا حجم الصعوبة ليس فقط في البحث والاستكشاف وانما في التطبيق ايضا حتى لو كانت الحلول ناجحة لانها ليست مطلقة بمعنى ان تمنع المزيد من البحث حول مسألة ما وانما هنالك تناقض ايضا مع حلول اخرى قد تستخدم او لا لنفس الطرق المؤدية لنتائج مختلفة ....
اما حول السؤال الثاني:فأن اول كلمة في اول سورة في القرآن نزلت على النبي محمد(ص)هي أقرأ بمعنى ابحث عن الحقيقة لانه كان امي الابجدية المكتوبة والمقروئة،ولكنه كان عالما لا يجارى بحقائق الكون والانسان وبقدرة غيبية دالة وهذا معروف عنه في مواضع كثيرة وتلك واحدة من المعجزات،وبالتالي فأن الشك المؤدي الى البحث الذي يوصل الى اليقين هو الذي يدعو اليه القرآن وفي مواضع كثيرة وهذا الحث ايضا انتقل الى الاحاديث النبوية الشريفة الموثقة من قبيل اطلبوا العلم من المهد الى اللحد او اطلبوا العلم ولو في الصين او الحكمة ضالة المؤمن اطلبوها ولو من رأس النفاق...هذا يوصلنا الى نتيجة هامة هو ان الحث الدائم على البحث هو لغرض الوصول الى الحق بأستخدام الوسائل العقلية والنقلية وليس لغرض تشكيك الانسان في نفسه وفي خالقه،وفي النهاية العلم لايتعارض مع الايمان بل يكمله ولكن بقدرات عقلية وتجريبية متجددة ومتطورة باستمرار...
اذا هو وسيلة للوصول الى الحق المطلق وهذا يكون اعلى الدرجات العلمية الايمانية التي تكون اعظم من طريقة الايمان الوراثي الذي يسود نسبة كبيرة من عامة الناس دون الالتزام بروحية الدين ونواهيه بطريقة عقلانية تحافظ على سمو المبادئ والتعاليم الدينية بينما نجد في المقابل الكثير من المتزمتين اللذين يتعاملون مع التعاليم والنصوص الدينية بطريقة فجة او عشوائية مما يسبب تشوها غريبا للتعاليم الدينية في نظر الاخرين او يشوه صورة المتدينين انفسهم!..
اما قول ان المؤمن بالله والمتوكل عليه لايصل لليقين بالبحث لانه وصل عن غير طريق العقل... فهذا مردود لان هذا هو الايمان الوراثي الذي تحدثنا عنه وهو يكون مذموما من قبل الكثيرين لانه سوف يجعله هدفا سهلا لكل من يخالف الدين او الايمان سواء من الملحدين او من الاديان الاخرى،ولذلك يكون الايمان المستند على البحث الذاتي الذي لايكون بغير العدة العلمية (في العلوم الطبيعية تكون الاجهزة والمعدات مع المعرفة)التي تساعده في السير في مجاهل الطرق الموحشة التي تضعه بين خيارات عديدة من الاديان والمذاهب والافكار والاراء وبالتالي يكون للمعرفة دورا هاما مع التسديد الالهي الناشيء من التوكل على الله تعالى الذي يساعد الانسان لبلوغه اهدافه السامية...وكمزيد من الامثلة لم يجد بعض الائمة او الفقهاء بئسا في التحاور العلمي المهذب مع الكثير من الذين يثيرون تلك النقاشات التي تتخذ احيانا طابع فلسفي وقد برز الامام علي(ع) في ذلك كثيرا ثم الامام جعفر الصادق(ع) الذي كان يحاور حتى الزنادقة وبالتأكيد اذا كانت الحجة قوية والاخر يقبلها فأن الهداية تكون نهايته وبايمان صادق قوي... البحث هنا بعد الايمان الفطري له اهمية عالية ليس فقط في ان يرفع الانسان من مستواه العلمي والمعرفي بل ويعمق ايمانه ويجعل لحياته معنى وهدف عظيم بينما الايمان عن جهل يسبب له كوارث في عالم يتصارع فيه البشر على ابسط مقومات العيش والبقاء...الايمان اليقيني المطلق هو اسمى ايمان واكثره قوة ورفعة وسؤدد وهو هدف كل من يسعى الى البحث عن الحق المطلق وليس غيره...........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق