المثال الاول: في مصر ايام عبد الناصر الذي قمع نظامه الديكتاتوري كل وسائل الاعلام الحر في بلده،بينما في المقابل وكدليل على غبائه! يقوم بمتابعة الاعلام اللبناني ويعتبره الاعلام الصادق الحقيقي عن العالم العربي وعن طريقه يعرف الحقائق الموجودة وقد ترتكز قراراته المصيرية على بعض تلك المعلومات المنشورة في الاعلام اللبناني!!...اليس منطقيا ان يدعم الاعلام في بلاده ويجعله افضل من الاعلام اللبناني الذي قد يكون بعضه تجاريا او مواليا للخارج؟!...هل من العقلانية ان اتابع الاعلام اللبناني واحتقر الاعلام المصري الذي هو يخضع لكل رغباتي الشخصية وشعاراتي الفارغة؟!..اليس الاعلام المصري اولى بالرعاية حتى يكشف امامي كل الحقائق الزائفة؟!...بدلا من جعلها في تصرف الفاسدين الذي اوصلوا البلاد الى الحضيض مما ادى الى كارثة 1967 المؤلمة...
ان نكبة 1967 كافية لتجريم نظام العسكر في مصر منذ عام 1952 ولحد الان وجعلهم في مرتبة الخونة،بدلا من التبجح بغباء وفقدان الوعي السياسي والمنطقي بالقول انهم وطنيون وابطال؟!..اي سخافة هذا القول!! نكبة كبرى تحدث لبلد ما والحكام يبقون في كراسيهم الوثيرة!!...ان نكبة العالم العربي مرعبة ومركبة ومازالت مستمرة ولن نخرج منها دون ان نغير وعينا بالاستناد الى العقل والمنطق والواقع،وبغير ذلك فسوف نبقى في جحيم مستمر لايعاني منه سوى البسطاء المساكين الذي يلهثون وراء احتياجاتهم المعيشية المتأثرة اساسا بالقمة المغفلة لهم!.
المثال الثاني: في ايران قبل قيام الثورة الاسلامية فيه عام 1978،حيث كان يعيش الشاه في عالم من الخيال من خلال تزويده من قبل حواشيه وخاصة العسكر بمعلومات مضللة حول الواقع المأساوي للشعب،وهو يتصور بغباء ان الشعب يعيش في رفاهية لاحدود لها مثلما تعيش حاشيته الفاسدة،وحتى اثناء الاضطرابات التي بدأت لم يكن يعرف حجم الكارثة المحدقة به،مما جعله يتصرف وفق اراء مستشاريه التي تخاف من اعطاء الصورة الحقيقية للامور في البلاد. وبعد ان اصبح نظامه في خطر حقيقي،لم يكن امامه سوى القوات المسلحة التي تعتبر الحصن الاخير له وذراعه الكبرى في السيطرة على البلاد،فما كان عليه سوى استشارة الحاشية العسكرية التي تتألف كما هو معتاد من كبار القادة العسكريين الذين يدينون بالولاء الخالص له،فبينوا له الامور بشكل خاطئ واكدوا له انهم قادرين على حماية النظام حتى لو استلزم الامر القيام بأنقلاب عسكري دموي!.
وكانت النتيجة سقوطه المدوي وتدحرج رؤوس الكثيرين من تلك الحواشي الفاسدة في مقصلة الثورة بعد اسابيع وشهور على تأكيداتها الزائفة له!.
نستنتج مما سبق ان اخطر صنف في الدولة والقادر الرئيسي على ازالتها من الوجود هي الحواشي العسكرية،التي تزين الاوضاع للسلطة العليا وتجعلها في افضل حال.
وهناك الحاشية من كبار القادة الامنيين وهم لايقلون خطورة عما سبقهم،ولكن اختلافهم الرئيسي انهم الاكثر ولاءا للسلطة وفي نفس الوقت الاكثر غشا لها!.
وهو ناتج من طبيعة عملهم الامني الذي يحارب كل معارض للسلطة الحاكمة وكذلك كون اعتقاد هؤلاء انهم بذلك يمنحون انفسهم حصانة من التغيير على يد السلطة او يعتبرون ذلك جزء من عملهم الامني الذي يفرض عليهم جعل الامن مستتبا في البلاد وبالتالي اي خرق في عملهم معناه نهايتهم المحتومة،او قد يكون الخوف بعينه كما في بقية الحواشي في الدولة التي تستفيد من امتيازات الدولة وتخاف منها في نفس الوقت.
الكوارث الامنية كثيرة التي تأتي من الحواشي وسقوط عدد كبير من الانظمة في التاريخ ناشيء منها،والانهيارات في اوربا الشرقية عام 1989 معظمها ناشيء من تلك الاجهزة الامنية التي فشلت في التنبوء بحدوث الثورات والاضطرابات.
الحواشي قد تضم عدد كبير من النخب المثقفة التي تبيع نفوسها وضمائرها وعلومها للنخب الحاكمة في سبيل المعيشة المرفهة او الخوف من سطوتها،وهي تمارس عملا تضليليا من خلال استشارات السلطة لهم او من خلال طرح النتاج الثقافي المزيف الذي يصور الحياة برومانسية حالمة تحت قمع النظم المستبدة.
واغلب الانظمة المستبدة في الحقيقة لاتعطي اهمية قصوى للحاشية المثقفة لانها احدى الوسائل التي تبين مدى جهلها بالامور الثقافية او العامة،بل تتجنب جعلهم من الخواص الا في حالات الامور الاقتصادية او الثقافية او مقارعة الاعداء بهم من خلال جعلهم رماحا عالية لهم،وهنالك في التاريخ الكثير من المثقفين الحواش الذين غرروا بحكامهم من خلال اعطائهم صورة غير حقيقية للوضع الداخلي مما ادى الى مآسي ومن الامثلة البارزة هي اثناء الحكم العباسي من خلال الوزراء والكتاب الذين يمثلون النخب المثقفة في الدولة .
من ضمن الحواشي الناس الذين لا قيمة علمية او ادبية لهم،وهم اغلبية في الواقع ضمن الحواشي ويكونوا اكثر المقربين للسلطة المستبدة الا في حالات نادرة،وهؤلاء يصورون الوقائع والاحداث من خلال حجم تفكيرهم الضئيل الناتج من ضعف تحصيلهم المعرفي والاكاديمي.
يتميز اغلب هؤلاء بالهمجية في السلوك والغباء الشديد في طرح الامور وتحليلها للحاكمين،وقربهم من السلطة ناشيء من كونهم من المقربين لهم أسريا او من خلال وراثة الاسر السياسية والاقتصادية المتحكمة.
هؤلاء الفاسدون هم الاكثر في الدولة القادرون على ازالتها وفي نفس الوقت تحويل الاوضاع الى جحيم لايطاق من خلال ادارتهم الفاسدة والغبية للدولة ومرافقها العامة.
ينتشر هؤلاء في كل النظم المستبدة في العالم وعلى مدار التاريخ الطويل نرى جيوش من هؤلاء المغفلين الاغبياء الجهلة الذين يديرون وقائع امم بأكملها!.
وفي الحقيقة ان هؤلاء يكونوا بالاضافة الى تطبيلهم المستمر لرأس السلطة،اكثر الناهبين لها والهاربين منها في حالة سقوطها المتوقع!!.
التاريخ المعاصر لايخلو من سيرة هؤلاء بل السلسلة مستمرة مادام النظم المستبدة موجودة حتى لو بغطاء ديمقراطي مزيف،ولكن ابرز الامثلة على ذلك هو حكم حزب البعث في العراق بين 1968-2003 فقد تميز هذا الحزب الفاشي بسيطرة ذوي الثقافة الضحلة والجهل على معظم قادته وحواشيهم الذين ينتمون على الاكثر الى قرى صغيرة كانت تعيش في فقر مدقع مع الجهل والتخلف،والغريب ان هؤلاء استولوا على كافة مرافق الدولة ومؤسساتها وبحكم جاهليتهم المفضوحة،قربوا اليهم على نفس شاكلتهم من الجهل والتخلف والهمجية،مما ادى الى حدوث كوارث على دولتهم التي بنوها بالحديد والنار،وصوروا لحاكمهم المتخلف ان الشعب يحبه وانهم قادرون على فعل المعجزات وهزيمة الاعداء!...وكانت النتيجة هروبهم المخزي والمتوقع في ليلة وضحاها من عاصمتهم دون ان يحاربوا على الاقل في سبيل الحفاظ على كراسيهم الزائفة او من انتقام الشعب لهم!..
الاسر الحاكمة او المتنفذة في الحكم لا تنفصل على الحواشي وبذلك تكون في حالة من البؤس الشديد من خلال الخضوع لمجموعات بشرية سمتها الدائمة هي التزلف للسلطة العليا،وتضطر في اغلب الاحيان الاستمرار في خداعها.
ليس من السهولة الفصل بين الاسر المتحكمة والحواشي لانها ظاهرة قديمة وناشئة من كون الحكم يحتاج الى مستشارين ومساعدين بالاضافة الى وجود الظاهرة الطبيعية المتمثل بالقرابة الاسرية،ولكن يمكن تحجيم هذه الظاهرة الى ادنى مستوى من خلال فرض القوانين على الجميع بدون استثناء وترك المجال للسلطة الرابعة في تشخيص كل الحالات السلبية في الدولة والمجتمع حتى لا تكون هنالك فرصة للتلاعب والغش من قبل الحواشي الظاهرة والمستترة.
يمتاز ابناء الاسر الحاكمة عن الاخرين بكونهم مدربين او مهيئين نفسيا لتسلم السلطة او المسؤوليات العليا،وهم بذلك يعتبرونه حق طبيعي مادام الوصول الى السلطة تم بجهد وكفاح طويل يستلزم البقاء طويلا وعدم ترك الامور للغرباء يتحكمون في البلاد من جديد.
ان نكبة 1967 كافية لتجريم نظام العسكر في مصر منذ عام 1952 ولحد الان وجعلهم في مرتبة الخونة،بدلا من التبجح بغباء وفقدان الوعي السياسي والمنطقي بالقول انهم وطنيون وابطال؟!..اي سخافة هذا القول!! نكبة كبرى تحدث لبلد ما والحكام يبقون في كراسيهم الوثيرة!!...ان نكبة العالم العربي مرعبة ومركبة ومازالت مستمرة ولن نخرج منها دون ان نغير وعينا بالاستناد الى العقل والمنطق والواقع،وبغير ذلك فسوف نبقى في جحيم مستمر لايعاني منه سوى البسطاء المساكين الذي يلهثون وراء احتياجاتهم المعيشية المتأثرة اساسا بالقمة المغفلة لهم!.
المثال الثاني: في ايران قبل قيام الثورة الاسلامية فيه عام 1978،حيث كان يعيش الشاه في عالم من الخيال من خلال تزويده من قبل حواشيه وخاصة العسكر بمعلومات مضللة حول الواقع المأساوي للشعب،وهو يتصور بغباء ان الشعب يعيش في رفاهية لاحدود لها مثلما تعيش حاشيته الفاسدة،وحتى اثناء الاضطرابات التي بدأت لم يكن يعرف حجم الكارثة المحدقة به،مما جعله يتصرف وفق اراء مستشاريه التي تخاف من اعطاء الصورة الحقيقية للامور في البلاد. وبعد ان اصبح نظامه في خطر حقيقي،لم يكن امامه سوى القوات المسلحة التي تعتبر الحصن الاخير له وذراعه الكبرى في السيطرة على البلاد،فما كان عليه سوى استشارة الحاشية العسكرية التي تتألف كما هو معتاد من كبار القادة العسكريين الذين يدينون بالولاء الخالص له،فبينوا له الامور بشكل خاطئ واكدوا له انهم قادرين على حماية النظام حتى لو استلزم الامر القيام بأنقلاب عسكري دموي!.
وكانت النتيجة سقوطه المدوي وتدحرج رؤوس الكثيرين من تلك الحواشي الفاسدة في مقصلة الثورة بعد اسابيع وشهور على تأكيداتها الزائفة له!.
نستنتج مما سبق ان اخطر صنف في الدولة والقادر الرئيسي على ازالتها من الوجود هي الحواشي العسكرية،التي تزين الاوضاع للسلطة العليا وتجعلها في افضل حال.
وهناك الحاشية من كبار القادة الامنيين وهم لايقلون خطورة عما سبقهم،ولكن اختلافهم الرئيسي انهم الاكثر ولاءا للسلطة وفي نفس الوقت الاكثر غشا لها!.
وهو ناتج من طبيعة عملهم الامني الذي يحارب كل معارض للسلطة الحاكمة وكذلك كون اعتقاد هؤلاء انهم بذلك يمنحون انفسهم حصانة من التغيير على يد السلطة او يعتبرون ذلك جزء من عملهم الامني الذي يفرض عليهم جعل الامن مستتبا في البلاد وبالتالي اي خرق في عملهم معناه نهايتهم المحتومة،او قد يكون الخوف بعينه كما في بقية الحواشي في الدولة التي تستفيد من امتيازات الدولة وتخاف منها في نفس الوقت.
الكوارث الامنية كثيرة التي تأتي من الحواشي وسقوط عدد كبير من الانظمة في التاريخ ناشيء منها،والانهيارات في اوربا الشرقية عام 1989 معظمها ناشيء من تلك الاجهزة الامنية التي فشلت في التنبوء بحدوث الثورات والاضطرابات.
الحواشي قد تضم عدد كبير من النخب المثقفة التي تبيع نفوسها وضمائرها وعلومها للنخب الحاكمة في سبيل المعيشة المرفهة او الخوف من سطوتها،وهي تمارس عملا تضليليا من خلال استشارات السلطة لهم او من خلال طرح النتاج الثقافي المزيف الذي يصور الحياة برومانسية حالمة تحت قمع النظم المستبدة.
واغلب الانظمة المستبدة في الحقيقة لاتعطي اهمية قصوى للحاشية المثقفة لانها احدى الوسائل التي تبين مدى جهلها بالامور الثقافية او العامة،بل تتجنب جعلهم من الخواص الا في حالات الامور الاقتصادية او الثقافية او مقارعة الاعداء بهم من خلال جعلهم رماحا عالية لهم،وهنالك في التاريخ الكثير من المثقفين الحواش الذين غرروا بحكامهم من خلال اعطائهم صورة غير حقيقية للوضع الداخلي مما ادى الى مآسي ومن الامثلة البارزة هي اثناء الحكم العباسي من خلال الوزراء والكتاب الذين يمثلون النخب المثقفة في الدولة .
من ضمن الحواشي الناس الذين لا قيمة علمية او ادبية لهم،وهم اغلبية في الواقع ضمن الحواشي ويكونوا اكثر المقربين للسلطة المستبدة الا في حالات نادرة،وهؤلاء يصورون الوقائع والاحداث من خلال حجم تفكيرهم الضئيل الناتج من ضعف تحصيلهم المعرفي والاكاديمي.
يتميز اغلب هؤلاء بالهمجية في السلوك والغباء الشديد في طرح الامور وتحليلها للحاكمين،وقربهم من السلطة ناشيء من كونهم من المقربين لهم أسريا او من خلال وراثة الاسر السياسية والاقتصادية المتحكمة.
هؤلاء الفاسدون هم الاكثر في الدولة القادرون على ازالتها وفي نفس الوقت تحويل الاوضاع الى جحيم لايطاق من خلال ادارتهم الفاسدة والغبية للدولة ومرافقها العامة.
ينتشر هؤلاء في كل النظم المستبدة في العالم وعلى مدار التاريخ الطويل نرى جيوش من هؤلاء المغفلين الاغبياء الجهلة الذين يديرون وقائع امم بأكملها!.
وفي الحقيقة ان هؤلاء يكونوا بالاضافة الى تطبيلهم المستمر لرأس السلطة،اكثر الناهبين لها والهاربين منها في حالة سقوطها المتوقع!!.
التاريخ المعاصر لايخلو من سيرة هؤلاء بل السلسلة مستمرة مادام النظم المستبدة موجودة حتى لو بغطاء ديمقراطي مزيف،ولكن ابرز الامثلة على ذلك هو حكم حزب البعث في العراق بين 1968-2003 فقد تميز هذا الحزب الفاشي بسيطرة ذوي الثقافة الضحلة والجهل على معظم قادته وحواشيهم الذين ينتمون على الاكثر الى قرى صغيرة كانت تعيش في فقر مدقع مع الجهل والتخلف،والغريب ان هؤلاء استولوا على كافة مرافق الدولة ومؤسساتها وبحكم جاهليتهم المفضوحة،قربوا اليهم على نفس شاكلتهم من الجهل والتخلف والهمجية،مما ادى الى حدوث كوارث على دولتهم التي بنوها بالحديد والنار،وصوروا لحاكمهم المتخلف ان الشعب يحبه وانهم قادرون على فعل المعجزات وهزيمة الاعداء!...وكانت النتيجة هروبهم المخزي والمتوقع في ليلة وضحاها من عاصمتهم دون ان يحاربوا على الاقل في سبيل الحفاظ على كراسيهم الزائفة او من انتقام الشعب لهم!..
الاسر الحاكمة او المتنفذة في الحكم لا تنفصل على الحواشي وبذلك تكون في حالة من البؤس الشديد من خلال الخضوع لمجموعات بشرية سمتها الدائمة هي التزلف للسلطة العليا،وتضطر في اغلب الاحيان الاستمرار في خداعها.
ليس من السهولة الفصل بين الاسر المتحكمة والحواشي لانها ظاهرة قديمة وناشئة من كون الحكم يحتاج الى مستشارين ومساعدين بالاضافة الى وجود الظاهرة الطبيعية المتمثل بالقرابة الاسرية،ولكن يمكن تحجيم هذه الظاهرة الى ادنى مستوى من خلال فرض القوانين على الجميع بدون استثناء وترك المجال للسلطة الرابعة في تشخيص كل الحالات السلبية في الدولة والمجتمع حتى لا تكون هنالك فرصة للتلاعب والغش من قبل الحواشي الظاهرة والمستترة.
يمتاز ابناء الاسر الحاكمة عن الاخرين بكونهم مدربين او مهيئين نفسيا لتسلم السلطة او المسؤوليات العليا،وهم بذلك يعتبرونه حق طبيعي مادام الوصول الى السلطة تم بجهد وكفاح طويل يستلزم البقاء طويلا وعدم ترك الامور للغرباء يتحكمون في البلاد من جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق