في سياحة الكتب 3:
ويبقى التاريخ مفتوحا- ابرز عشرين شخصية سياسية في القرن العشرين .
للمؤلف السعودي الليبرالي تركي الحمد،والكتاب يتألف من 157 ص ومطبوع في لبنان عام 2002 في طبعة انيقة.
يتكون الكتاب من مقدمة وقسمين...يتحدث المؤلف في المقدمة المكونة من سبع صفحات،وبطريقة بديعة عن شعوره عندما تضيق الارض به،ويأخذه الاكتئاب وألم النفس والملل في كل شيء،عندها يجد في التأريخ والاغراق النفسي فيه متنفسا له فيجد لذة واحساس لطيف يخفف آلامه. ويأخذه التاريخ بعيدا حتى يصف الحال انه كيف وعمره القصير يستطيع ان يغور في اعماق الاف السنين ويعيش حياة الناس والآمهم في تلك العصور السحيقة؟بالتأكيد لايستطيع!.
في القسم الاول يبين المؤلف لنا رؤيته حول التاريخ والحوادث الجارية فيه،وفي عرض حول التاريخ والاسطورة،ينتقد المؤلف الكثير من ابراز الصفات الاسطورية على الابطال في التاريخ او الوصف الخرافي للاحداث والتي تتعارض مع الطبيعة البشرية ونواميس الطبيعة،بل ان في ذكر الوقائع هو في حد ذاته مساعد على اعطاء صورة اكثر واقعية للاشخاص والاحداث وبالتالي يكون ابرازهم اكثر صدقية من اعطائهم اوصاف تنافي الواقع.
وفي موضوع آخر يتسائل المؤلف وآخرون ايضا...هل يمكن للتاريخ ان ينتهي؟..
وبطريقة بسيطة في الاجابة،يجيب على التساؤل لو كان ماركسيا ماذا يقول ! ،ولو كان ليبراليا ماذا يقول !ولو كان اسلاميا ماذا يقول!...ثم يتسلسل في ذكر بعض الفلسفات السائدة في عالم اليوم...وبالتأكيد تحمل التساؤلات والاجابات عنها نفي ان يكون هنالك نهاية للتاريخ.والتعددية الذهنية الانسانية هي التي تجعل الانسان صانعا للتاريخ لامجرد منفعل معه.
وفي مدخل لموضوع الكتاب الرئيسي،وتحت عنوان الابطال،يختلف الجميع حول هذه التسمية ومدلولاتها،فكارليل له كتاب بعنوان الابطال،يذكر وجهة نظره فيه عن ان التاريخ الانساني وما انجزه الانسان من حوادث تعود بالدرجة الاولى لهولاء الابطال الذين تميزوا عن الاخرين بصفات وقدرات كبيرة،ولذلك فان الفضل يعود اليهم ولولاهم لما وصلت الحضارة الى هذا التقدم!..اما عند هيغل فالبطل صانع التاريخ بينما التاريخ هو صانع البطل من خلال صيرورة الفكرة من اجل تحقيق غايتها النهائية...اما عند الماركسيين،فالبطل لاوجود له،والفرد هو جزء من البنية العامة للمجتمع وهو خاضع في اجتماعه وتاريخه لتشكيلات البنية الاجتماعية وليس العكس،وحسب مقولة ماركس الشهيرة:ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم،بل ان وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم.
ولكن عند تسلم الشيوعيين الحكم ،فقد كانوا هم البادئين بتمجيد الفرد واحاطته بهاله كبيرة تصل حد العبادة السياسية!في مخالفة صريحة لمبادئ الماركسية!.
تبقى فكرة البروز خاضعة لقاعدة الفرد والظرف،بمعنى ان الانسان البارز اذا لم تخدمه الظروف فسوف تكون نهايته مأساوية او يطويه النسيان...ولكن هل يخلق الفرد الظروف الموضوعية له،بمعنى اذا لم تكن تخدمه الظروف فهل يعمل المستحيل لكي ينجح في زعامته او اعماله،الجواب ممكن في ظروف معينة وبخلو الساحة من البارزين...
وتحت عنوان البطل والتاريخ:معيير التقويم،يذكر المؤلف نماذج من القادة البارزين في مجتمعاتهم ولكن تختلف النظرة اليه من خارج المجتمع عن النظرة للقائد او الزعيم من داخل مجتمعه الذي ينظر اليه كمحقق المعجزة السياسية او الاقتصادية وغيرها من الاعمال البطولية،ولكن نظرة الافراد الاخرون اليه من خارج البلد تكون اكثر موضوعية ودقة. الناس في هذا العالم تنظر الى زعمائها برؤية ناقصة او غير كاملة في رأيي وذلك من خلال تجاهل الاعمال الوحشية او المنافية للاخلاق والمبادئ التي يقومون بها،ولذلك نجد عدد كبير من الناس يمجدون طواغيت رماهم التاريخ في مزابله القذرة!! في ظل غياب واضح للعقل والمنطق...ومن الاسباب الرئيسية هو عدم تعرض هؤلاء لكل التجاوزات التي قاموا بها هؤلاء ولذلك لايشعروا بمدى التعاسة والعذاب من خلال الخضوع لابطال هم في الحقيقة مجموعة من عتاة المجرمين الذين تخلوا قلوبهم من الرحمة والشفقة،ويكون هم البقاء في الكرسي للتسلط على الناس...
وفي القسم الثاني يذكر المؤلف عشرين شخصية في عرض موجز لايعطي للشخصية حقها في العرض والاستدلال،الذي يكون على الاكثر بصفحات ثلاث او اربع!وبالتالي فأن الكتاب ضعيف من ناحية التحليل المنهجي المركز على الشخصيات المذكورة واسباب ظهورها او انتهاء دورها.
وفي الحقيقة هنالك فروقات كبيرة في الشخصيات المذكورة،ولكن ابرازه دور وشخصية الملك المؤسس للسعودية،عبد العزيز آل سعود فيه تأمل ،وشرحه الوافي عنه رغم عدم شهرته العالمية،وكثره الكارهين له ولحكمه او الذين لا يعطون لشخصيته وزن كبير...وقد يكون ادخاله في الشخصيات قد جاء بطريقة لا يقبلها الكثيرون ولكن واقع الحال في داخل السعودية يفرض ذلك عليه نظرا للحملات الاعلامية القاسية ضده من جانب التيارات المحافظة،ولذلك الملجأ الوحيد امامه والاخرين هو اللجوء الى السلطة السياسية وطلب الحماية منها والمساعدة على اخراج الكتاب والبارزين في الثقافة الى دائرة الضوء وتقديم كل اشكال الدعم والاسناد.
في الختام يبقى كتاب:ويبقى التاريخ مفتوحا،هو جيد ومفيد وبأسلوب مبسط الى حد ما،كذلك للكاتب الكثير من الكتب والدراسات،بعضها يختلف عن الكتاب المذكور....
ويبقى التاريخ مفتوحا- ابرز عشرين شخصية سياسية في القرن العشرين .
للمؤلف السعودي الليبرالي تركي الحمد،والكتاب يتألف من 157 ص ومطبوع في لبنان عام 2002 في طبعة انيقة.
يتكون الكتاب من مقدمة وقسمين...يتحدث المؤلف في المقدمة المكونة من سبع صفحات،وبطريقة بديعة عن شعوره عندما تضيق الارض به،ويأخذه الاكتئاب وألم النفس والملل في كل شيء،عندها يجد في التأريخ والاغراق النفسي فيه متنفسا له فيجد لذة واحساس لطيف يخفف آلامه. ويأخذه التاريخ بعيدا حتى يصف الحال انه كيف وعمره القصير يستطيع ان يغور في اعماق الاف السنين ويعيش حياة الناس والآمهم في تلك العصور السحيقة؟بالتأكيد لايستطيع!.
في القسم الاول يبين المؤلف لنا رؤيته حول التاريخ والحوادث الجارية فيه،وفي عرض حول التاريخ والاسطورة،ينتقد المؤلف الكثير من ابراز الصفات الاسطورية على الابطال في التاريخ او الوصف الخرافي للاحداث والتي تتعارض مع الطبيعة البشرية ونواميس الطبيعة،بل ان في ذكر الوقائع هو في حد ذاته مساعد على اعطاء صورة اكثر واقعية للاشخاص والاحداث وبالتالي يكون ابرازهم اكثر صدقية من اعطائهم اوصاف تنافي الواقع.
وفي موضوع آخر يتسائل المؤلف وآخرون ايضا...هل يمكن للتاريخ ان ينتهي؟..
وبطريقة بسيطة في الاجابة،يجيب على التساؤل لو كان ماركسيا ماذا يقول ! ،ولو كان ليبراليا ماذا يقول !ولو كان اسلاميا ماذا يقول!...ثم يتسلسل في ذكر بعض الفلسفات السائدة في عالم اليوم...وبالتأكيد تحمل التساؤلات والاجابات عنها نفي ان يكون هنالك نهاية للتاريخ.والتعددية الذهنية الانسانية هي التي تجعل الانسان صانعا للتاريخ لامجرد منفعل معه.
وفي مدخل لموضوع الكتاب الرئيسي،وتحت عنوان الابطال،يختلف الجميع حول هذه التسمية ومدلولاتها،فكارليل له كتاب بعنوان الابطال،يذكر وجهة نظره فيه عن ان التاريخ الانساني وما انجزه الانسان من حوادث تعود بالدرجة الاولى لهولاء الابطال الذين تميزوا عن الاخرين بصفات وقدرات كبيرة،ولذلك فان الفضل يعود اليهم ولولاهم لما وصلت الحضارة الى هذا التقدم!..اما عند هيغل فالبطل صانع التاريخ بينما التاريخ هو صانع البطل من خلال صيرورة الفكرة من اجل تحقيق غايتها النهائية...اما عند الماركسيين،فالبطل لاوجود له،والفرد هو جزء من البنية العامة للمجتمع وهو خاضع في اجتماعه وتاريخه لتشكيلات البنية الاجتماعية وليس العكس،وحسب مقولة ماركس الشهيرة:ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم،بل ان وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم.
ولكن عند تسلم الشيوعيين الحكم ،فقد كانوا هم البادئين بتمجيد الفرد واحاطته بهاله كبيرة تصل حد العبادة السياسية!في مخالفة صريحة لمبادئ الماركسية!.
تبقى فكرة البروز خاضعة لقاعدة الفرد والظرف،بمعنى ان الانسان البارز اذا لم تخدمه الظروف فسوف تكون نهايته مأساوية او يطويه النسيان...ولكن هل يخلق الفرد الظروف الموضوعية له،بمعنى اذا لم تكن تخدمه الظروف فهل يعمل المستحيل لكي ينجح في زعامته او اعماله،الجواب ممكن في ظروف معينة وبخلو الساحة من البارزين...
وتحت عنوان البطل والتاريخ:معيير التقويم،يذكر المؤلف نماذج من القادة البارزين في مجتمعاتهم ولكن تختلف النظرة اليه من خارج المجتمع عن النظرة للقائد او الزعيم من داخل مجتمعه الذي ينظر اليه كمحقق المعجزة السياسية او الاقتصادية وغيرها من الاعمال البطولية،ولكن نظرة الافراد الاخرون اليه من خارج البلد تكون اكثر موضوعية ودقة. الناس في هذا العالم تنظر الى زعمائها برؤية ناقصة او غير كاملة في رأيي وذلك من خلال تجاهل الاعمال الوحشية او المنافية للاخلاق والمبادئ التي يقومون بها،ولذلك نجد عدد كبير من الناس يمجدون طواغيت رماهم التاريخ في مزابله القذرة!! في ظل غياب واضح للعقل والمنطق...ومن الاسباب الرئيسية هو عدم تعرض هؤلاء لكل التجاوزات التي قاموا بها هؤلاء ولذلك لايشعروا بمدى التعاسة والعذاب من خلال الخضوع لابطال هم في الحقيقة مجموعة من عتاة المجرمين الذين تخلوا قلوبهم من الرحمة والشفقة،ويكون هم البقاء في الكرسي للتسلط على الناس...
وفي القسم الثاني يذكر المؤلف عشرين شخصية في عرض موجز لايعطي للشخصية حقها في العرض والاستدلال،الذي يكون على الاكثر بصفحات ثلاث او اربع!وبالتالي فأن الكتاب ضعيف من ناحية التحليل المنهجي المركز على الشخصيات المذكورة واسباب ظهورها او انتهاء دورها.
وفي الحقيقة هنالك فروقات كبيرة في الشخصيات المذكورة،ولكن ابرازه دور وشخصية الملك المؤسس للسعودية،عبد العزيز آل سعود فيه تأمل ،وشرحه الوافي عنه رغم عدم شهرته العالمية،وكثره الكارهين له ولحكمه او الذين لا يعطون لشخصيته وزن كبير...وقد يكون ادخاله في الشخصيات قد جاء بطريقة لا يقبلها الكثيرون ولكن واقع الحال في داخل السعودية يفرض ذلك عليه نظرا للحملات الاعلامية القاسية ضده من جانب التيارات المحافظة،ولذلك الملجأ الوحيد امامه والاخرين هو اللجوء الى السلطة السياسية وطلب الحماية منها والمساعدة على اخراج الكتاب والبارزين في الثقافة الى دائرة الضوء وتقديم كل اشكال الدعم والاسناد.
في الختام يبقى كتاب:ويبقى التاريخ مفتوحا،هو جيد ومفيد وبأسلوب مبسط الى حد ما،كذلك للكاتب الكثير من الكتب والدراسات،بعضها يختلف عن الكتاب المذكور....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق