قراءة سريعة في اعلام رسمي:
متعددة زياراتي للمكتبة العامة،وغالبا ما استعير اي شيء جديد،ليس بالضرورة ان اقرأ مواد تكون ذات قيمة اعلامية عالية،بل احيانا كثيرة اقرأ من ليس له اية قيمة ثقافية ويكون ايضا مخالف لتوجهاتي الفكرية والعلمية والادبية،كما اجد في الكثير منها معلومات خاطئة او مفبركة او على الاقل مبالغ بها،ولكن تحتاج الى من يستطيع التمييز بينها،وليس سهلا ذلك الا اذا كان من ذوي المعرفة العالية،ولا اقصد معرفة اكاديمية بل معرفة كبيرة في مختلف العلوم والاداب،او على الاقل له معرفة بسيطة بالسياسة.
وكل تلك القراءات المتنوعة من باب طلب المعرفة من جميع الابواب والمصادر.
والقراءة المتنوعة هي الوسيلة الوحيدة لبناء اساس ثقافي متين،وليس كل ما نقرأ هو الصحيح كذلك لا ينبغي اتباع وجهة النظر المقروئة الا بعد اخضاعها لعملية تحليل طويلة،وبالبرغم ان ذلك هو الصحيح الا ان نسبة كبيرة من القراء في العالم تخضع بوعي او بدونه للمادة المقروئة...
عودة للقراءة السريعة،من ضمن المواد المستعارة مجلتين صادرتين من الاعلام الرسمي المصري(الاهرام العربي،ونصف الدنيا)وبما ان الاعلام الرسمي المصري لا يختلف عن بقية الاعلام العربي الرسمي وليس الشعبي او المعارض لان ليس كلامنا عليه،عن كونه اعلاما سطحيا ومليء بالاكاذيب المفضوحة وبعيد عن الواقع،وهذا الاعلام ليس له مكان كالسابق في ظل الثورة الاعلامية العالمية ضمن العولمة الجديدة،في السابق نعم كانت تعبر نسبة كبيرة من الاكاذيب اما الان فالوضع تغير.
والحقيقة المرة ان الاعلام الرسمي مدعوم بشكل كبير من الدولة نظرا لعدم استطاعته الاعتماد على نفسه،لوجود عدد كبير من الناس تعزف عن شراءه وبالتالي يكون مصيره سلة المهملات او الرجوع الى مطابع الدولة!.
لاحظت في المجلتين نوعية الطباعة متغيرة نحو الاسوأ كثيرا بحيث اصبح الورق اكثر خشونة وقريب من نوعية ورق الجرائد! ولا ادري ما السبب.
مجلة نصف الدنيا هي نسائية،ولكن الشيء الثابت في كل اعدادها في الصفحات الاولى متابعة شؤون زوجة الرئيس المصري سوزان مبارك،وهي تبيان لدليل قاطع حول مدى تدخل اسرة الرئيس في شؤون المجتمع وسيطرتها عليه،وهي مسألة مرتبطة بوجود الرئيس وتزول بزواله!.
الشيء الاخر الملفت فيها(العدد962 في20يوليو2008)هو الحملة المصرية المستمرة على ايران في قضية فلم السادات،وطبعا وجهة نظر النظام المصري التي لا قيمة لها في ارض الواقع كون السادات تجاوز الكثير على كرامة الشعب الايراني في استضافته للشاه المطارد من قبل العدالة تمهيدا لمحاكمته،حتى ان امريكا ودول الغرب الاخرى طردته حتى لا تكون في مواجهة مع شعبه،ثم اطلاقه اسم شاهنشاهي على احد الشوارع في مصر،وطبيعي ردة الفعل الايراني وهي حسب وجهة نظري ليس قوية وكافية،بل بالعكس ردة فعل النظام المصري رغم وقاحتها كون الخطأ مصدره من السادات،الا انها عنيفة!.
المجلة الاخرى(الاهرام العربي:العدد591 في 19 يوليو2008) هي سياسية ولكن ذات قيمة واطئة،وفيها وجهات نظر النظام المصري حول مختلف القضايا.
في الغلاف يقع عنوان ايران تدعم الحوثيين،وفي لقاء مع نائب رئيس حزب الرئيس اليمني والذي يقول بطريقة مضحكة انه لا يحتاج الى دليل ذلك الدعم،رغم ان البعد الجغرافي بين البلدين يمنع اي دعم عسكري كذلك وجود خلاف فكري بين المتمردين وايران!ولكن صمود المتمردين في الجبال ادى الى تخبط النظام اليمني واتهامه تارة ايران وتارة ليبيا في دعمهم!.
في الصفحة السادسة اثارني موضوع تحت اسم:الشروط المستحيلة تواصل اغلاق معبر رفح.وعندما تقرأه تصاب بالعجب من مدى تفاهة وجهة نظر النظام المصري في فرض حصاره على قطاع غزة،بل وقاحة لا حدود لها تجدها في ثنايا الموضوع.
وجهة النظر الرسمية تقول انه رغم ان جميع الفلسطينيين بما فيهم حركة فتح مجمعين على ضرورة فتح المعبر مع مصر للتخفيف من معاناة الفلسطينيين،الا ان النظام المصري يقول ان اسرائيل لا توافق بسبب وجود الجندي الاسرائيلي الاسير!
هي حقيقة مرة كون ذلك النظام واقع تحت طائلة معاهدة مذلة مع اسرائيل وليست له اية استقلالية تجاه الكثير من القضايا،بل حتى لا وجود لادنى قيمة لشعب تعداده مليون ونصف ومايزيد عن الف اسير فلسطيني!!.
ولا توجد ادانة عربية او اسلامية واضحة لموقف النظام المصري المشين لحد الان،فالكل يتجنبه لوقاحته وتبجحه بأكاذيب لا قيمة لها.
وفي موضوع اخر حول السودان،يمكن قراءة عنوان مضحك كون ان هنالك منظمات صهيونية وراء اتهام اوكامبو للديكتاتور السوداني في التورط بالابادة الجماعية في اقليم دارفور،وهو عنوان من السذاجة والسخافة الى ابعد حد،فالرئيس السوداني متورط بالابادة ليس فقط في دارفور وانما في كل مناطق السودان،وهو جاء الى الحكم بانقلاب عسكري غير شرعي،وابعد بقسوة كل الخصوم،ثم حارب المتمردين في كل المناطق الثائرة مما سبب الكوارث للسودان فلا تحتاج العدالة الى اتهام ديكتاتور يفعل الكثير من الجرائم في وضح النهار! وبدفع من منظمات صهيونية! حسب وصف المجلة.
وفي المجلة مواضيع اخرى عديمة القيمة او بدون صدقية،ومنها باب ثابت لصحفي عراقي هارب كونه كان نائب عدي صدام!وهو يتكلم ايضا عن المقاومة والحرية!.
احيانا تجنب قراءة تلك المجلات يريح العقل والقلب،كونها مليئة بأكاذيب نابعة من رموز اعلامية تدافع عن مواقف انظمة تنبذها شعوبها...
متعددة زياراتي للمكتبة العامة،وغالبا ما استعير اي شيء جديد،ليس بالضرورة ان اقرأ مواد تكون ذات قيمة اعلامية عالية،بل احيانا كثيرة اقرأ من ليس له اية قيمة ثقافية ويكون ايضا مخالف لتوجهاتي الفكرية والعلمية والادبية،كما اجد في الكثير منها معلومات خاطئة او مفبركة او على الاقل مبالغ بها،ولكن تحتاج الى من يستطيع التمييز بينها،وليس سهلا ذلك الا اذا كان من ذوي المعرفة العالية،ولا اقصد معرفة اكاديمية بل معرفة كبيرة في مختلف العلوم والاداب،او على الاقل له معرفة بسيطة بالسياسة.
وكل تلك القراءات المتنوعة من باب طلب المعرفة من جميع الابواب والمصادر.
والقراءة المتنوعة هي الوسيلة الوحيدة لبناء اساس ثقافي متين،وليس كل ما نقرأ هو الصحيح كذلك لا ينبغي اتباع وجهة النظر المقروئة الا بعد اخضاعها لعملية تحليل طويلة،وبالبرغم ان ذلك هو الصحيح الا ان نسبة كبيرة من القراء في العالم تخضع بوعي او بدونه للمادة المقروئة...
عودة للقراءة السريعة،من ضمن المواد المستعارة مجلتين صادرتين من الاعلام الرسمي المصري(الاهرام العربي،ونصف الدنيا)وبما ان الاعلام الرسمي المصري لا يختلف عن بقية الاعلام العربي الرسمي وليس الشعبي او المعارض لان ليس كلامنا عليه،عن كونه اعلاما سطحيا ومليء بالاكاذيب المفضوحة وبعيد عن الواقع،وهذا الاعلام ليس له مكان كالسابق في ظل الثورة الاعلامية العالمية ضمن العولمة الجديدة،في السابق نعم كانت تعبر نسبة كبيرة من الاكاذيب اما الان فالوضع تغير.
والحقيقة المرة ان الاعلام الرسمي مدعوم بشكل كبير من الدولة نظرا لعدم استطاعته الاعتماد على نفسه،لوجود عدد كبير من الناس تعزف عن شراءه وبالتالي يكون مصيره سلة المهملات او الرجوع الى مطابع الدولة!.
لاحظت في المجلتين نوعية الطباعة متغيرة نحو الاسوأ كثيرا بحيث اصبح الورق اكثر خشونة وقريب من نوعية ورق الجرائد! ولا ادري ما السبب.
مجلة نصف الدنيا هي نسائية،ولكن الشيء الثابت في كل اعدادها في الصفحات الاولى متابعة شؤون زوجة الرئيس المصري سوزان مبارك،وهي تبيان لدليل قاطع حول مدى تدخل اسرة الرئيس في شؤون المجتمع وسيطرتها عليه،وهي مسألة مرتبطة بوجود الرئيس وتزول بزواله!.
الشيء الاخر الملفت فيها(العدد962 في20يوليو2008)هو الحملة المصرية المستمرة على ايران في قضية فلم السادات،وطبعا وجهة نظر النظام المصري التي لا قيمة لها في ارض الواقع كون السادات تجاوز الكثير على كرامة الشعب الايراني في استضافته للشاه المطارد من قبل العدالة تمهيدا لمحاكمته،حتى ان امريكا ودول الغرب الاخرى طردته حتى لا تكون في مواجهة مع شعبه،ثم اطلاقه اسم شاهنشاهي على احد الشوارع في مصر،وطبيعي ردة الفعل الايراني وهي حسب وجهة نظري ليس قوية وكافية،بل بالعكس ردة فعل النظام المصري رغم وقاحتها كون الخطأ مصدره من السادات،الا انها عنيفة!.
المجلة الاخرى(الاهرام العربي:العدد591 في 19 يوليو2008) هي سياسية ولكن ذات قيمة واطئة،وفيها وجهات نظر النظام المصري حول مختلف القضايا.
في الغلاف يقع عنوان ايران تدعم الحوثيين،وفي لقاء مع نائب رئيس حزب الرئيس اليمني والذي يقول بطريقة مضحكة انه لا يحتاج الى دليل ذلك الدعم،رغم ان البعد الجغرافي بين البلدين يمنع اي دعم عسكري كذلك وجود خلاف فكري بين المتمردين وايران!ولكن صمود المتمردين في الجبال ادى الى تخبط النظام اليمني واتهامه تارة ايران وتارة ليبيا في دعمهم!.
في الصفحة السادسة اثارني موضوع تحت اسم:الشروط المستحيلة تواصل اغلاق معبر رفح.وعندما تقرأه تصاب بالعجب من مدى تفاهة وجهة نظر النظام المصري في فرض حصاره على قطاع غزة،بل وقاحة لا حدود لها تجدها في ثنايا الموضوع.
وجهة النظر الرسمية تقول انه رغم ان جميع الفلسطينيين بما فيهم حركة فتح مجمعين على ضرورة فتح المعبر مع مصر للتخفيف من معاناة الفلسطينيين،الا ان النظام المصري يقول ان اسرائيل لا توافق بسبب وجود الجندي الاسرائيلي الاسير!
هي حقيقة مرة كون ذلك النظام واقع تحت طائلة معاهدة مذلة مع اسرائيل وليست له اية استقلالية تجاه الكثير من القضايا،بل حتى لا وجود لادنى قيمة لشعب تعداده مليون ونصف ومايزيد عن الف اسير فلسطيني!!.
ولا توجد ادانة عربية او اسلامية واضحة لموقف النظام المصري المشين لحد الان،فالكل يتجنبه لوقاحته وتبجحه بأكاذيب لا قيمة لها.
وفي موضوع اخر حول السودان،يمكن قراءة عنوان مضحك كون ان هنالك منظمات صهيونية وراء اتهام اوكامبو للديكتاتور السوداني في التورط بالابادة الجماعية في اقليم دارفور،وهو عنوان من السذاجة والسخافة الى ابعد حد،فالرئيس السوداني متورط بالابادة ليس فقط في دارفور وانما في كل مناطق السودان،وهو جاء الى الحكم بانقلاب عسكري غير شرعي،وابعد بقسوة كل الخصوم،ثم حارب المتمردين في كل المناطق الثائرة مما سبب الكوارث للسودان فلا تحتاج العدالة الى اتهام ديكتاتور يفعل الكثير من الجرائم في وضح النهار! وبدفع من منظمات صهيونية! حسب وصف المجلة.
وفي المجلة مواضيع اخرى عديمة القيمة او بدون صدقية،ومنها باب ثابت لصحفي عراقي هارب كونه كان نائب عدي صدام!وهو يتكلم ايضا عن المقاومة والحرية!.
احيانا تجنب قراءة تلك المجلات يريح العقل والقلب،كونها مليئة بأكاذيب نابعة من رموز اعلامية تدافع عن مواقف انظمة تنبذها شعوبها...
هناك تعليقان (2):
بالرغم من انن ياوافقك الرأي على كل ما كتبت
ومعروف عن الاعلام الرسمي بانه يجمل الدوله التي يعيش فيها بشكل عام
الا انني لا استطيع ان اتخيل يوما ما نفسي صحفيه اكتب ما يمليه علي الاخرون ويخالف ضميري
ولكن الكثيرون باعوا انفسهم
دمت بخير
تحية طيبة...
المشكلة ان العيش بدون اعلام رسمي اصبحت شبه مستحيلة وبذلك شاع الارتزاق!!
تحياتي الطيبة...
إرسال تعليق