المفكرة :
في مثل هذا اليوم 6\10\1973 حدثت حرب تشرين اول(اكتوبر) بين العرب واسرائيل،وصادف ايضا ذكرى ولادة الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد(1930-2000). ينظر الكثير من العرب الى تلك الحرب بأعتبارها اول نصر عربي على اسرائيل بعد سلسلة من الهزائم المرة،وايضا تلت تلك الحرب سلسلة من الهزائم..
ورغم قصر تلك الحرب(16يوم) الا انها مليئة بالدروس والعبر...وبعد مرور تلك الفترة الطويلة على انتهائها ورغم كثرة التحليلات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية لها،الان النظرة بأعتبارها نصرا عسكريا محدودا مازال يغطي على نتائجها الاليمة ويمنع من وصول الحقيقة الى الشعوب العربية..
بدأت الحرب بعد ان فشل العرب في اجبار اسرائيل على الانسحاب الى حدود1967 ولم تبذل الدول الغربية اي جهود للضغط من اجل الانسحاب مما جعل الحرب امرا لا مفر منه لغرض اعادة الاعتبار للجيوش العربية المهزومة في حرب 1967 وايضا الشعوب العربية التي تضغط من اجل رد الاعتبار واعادة الكرامة القومية المهدورة نتيجة للعنجهية السياسية الفارغة للانظمة القومية المتطرفة...
قبل حدوث الحرب وكالمعتاد كان العرب منقسمون بين اتجاهين احدهما رئيسي وهو القومي اليساري وهو منقسم على نفسه ايضا،والاخر يميني محافظ وايضا منقسم على نفسه ولكن الغلبة آنذاك للمعسكر الاول عكس ما موجود الان للمعسكر الثاني...
من دول المعسكر الاول:مصر وسوريا والعراق وليبيا والجزائر واليمن الجنوبي بالاضافة الى المنظمات الفلسطينية المختلفة،ومن دول المعسكر الثاني:السعودية والاردن والمغرب وبقية دول الخليج الاخرى...كان يترأس مصر حينها انور السادات وهو بشخصيته الضعيفة الموالية للغرب بشكل يفوق التصور عكس سلفه عبد الناصر الذي كان يفوقه بشخصيته القوية ولكن حد العنجهية الفارغة بشكل يفوق قدرات مصر وحجمها الطبيعي!.
على العكس من ذلك في سوريا،فقد تولى رئاستها في نفس العام الذي تولى السادات رئاسة مصر(1970)،بعد فترة طويلة من الفوضى في الحكم السوري،وكانت شخصيته قوية وذات ارادة ولكن بشكل معقول لا يتجاوز حجم سوريا الطبيعي وان كان اكبر من امكاناتها الاقتصادية والعسكرية،وكان في حالة نزاع مرير مع الجناح الثاني لحزب البعث الحاكم في العراق والذي كان خارج الصراع بدمويته وعنجهيته مع الجميع حتى سقوطه المحتوم عام 2003م.
تعاهد الزعيمان المصري والسوري على البدء في الحرب في يوم واحد واخفيا الموعد عن الزعماء العرب الاخرين لعدم ثقتهم بهم وخاصة ملك الاردن الذي كان يلتقي بالسر بزعماء اسرائيل،وكان من الطبيعي ان ينقل اليهم اسرار الهجوم لو حصل عليها...
الحرب كان محكوم عليها بالفشل نظرا لاختلاف الزعيمين في التفكير والشخصية،وبالتالي يصعب البقاء في حرب مصيرية بين حليفين لا يثق احدهما بالاخر او يكون هدفهما بالحرب مختلف وبالتالي النتيجة سوف تكون غير ملائمة للطرفين من الحرب.
عند دراسة تاريخ حرب 1973 الان سوف نرى كيف يكون رئيس دولة محتلة اراضيها ويشارك زعيم عربي اخر لتحرير اراضيهما او على الاقل تدمير الالة العسكرية الاسرائيلية وعنجهيتها،يصدر اوامره بالهجوم لمسافة 12كم فقط داخل حدود سيناء!!يعني من الغباء الشديد تصور ذلك..هجوم ينجح ويتوقف لمسافة 12كم ويترك العدو يجمع قواته لكي يصفي حسابه مع الحليف السوري!!وبعد ان يكاد ان يصل الى دمشق يتحول الى الجبهة المصرية ويعبر شارون بقواته الى الضفة الغربية للسويس...هذا هو السادات وتفكيره او تفكير بعض قياداته..وبعد هذه السنين يقال عنه بطل الحرب والسلام!! وهو الذي طرد بعد الحرب مباشرة القائد الحقيقي للقوات المصرية..واقصد به الفريق سعد الدين الشاذلي،ثم يحول الحرب ولا اقول النصر لان ليس هناك نصر سوى العبور الذي توقف بغباء لا حدود له عند مسافة قصيرة،يحوله الى انهزامية كاملة بالخضوع لكل الشروط الاسرائيلية،بل يستقبل الرئيس نيكسون في احتفال بهيج وهو في طريقه للسقوط بعد فضيحة ووترغيت،بل بعدها بشهر استقال،ثم كان سفره المشؤوم لاسرائيل عام 1977 وهو الذي يستطيع ان يحقق اكثر مما حصل بدون سفره!!ومازالت مصر لغاية هذه اللحظة تخضع لشروط تلك المعاهدة القاسية..بينما نلاحظ لبنان الصغير قد حقق ذاته بدون مساعدة عربية في طرد اسرائيل من الجنوب..
ثم كانت النهاية الطبيعية له،ولكن الاسوأ حدث عندما تولى قائد عسكري آخر،رئاسة مصر،ومازال في الكرسي وقد حولها الى دولة فقيرة مسلوبة الارادة ومحكومة بالحديد والنار،ويريد ان يخلف ابنه فوق ذلك! وهو يسمى ايضا احد ابطال1973م!..
تلك الحرب مليئة بالاوسمة الفارغة..والاكاذيب..واصبحت نتائجها تنافس في السوء نتائج حرب1967م..
حققت الحرب مكاسب للعرب من خلال ارتفاع اسعار النفط ولكن دون ان يستفاد فقراء العرب منها..كما اثبتت دول اليمين العربي صدقيتها على الاقل الاقتصادية في الحرب بينما نظام بعث العراق اشترك في القتال من جانب،ولم يشترك في الحظر النفطي بل استغله لمصلحته الخاصة!..
الشعوب العربية اثناء الحرب كانت يدا واحدة ولكن الانظمة هي التي تفرقها،ومازالت..فلتذهب الانظمة الى الجحيم..والمجد والخلود لكل الشهداء..والله في عون كل الشعوب المظلومة....
في مثل هذا اليوم 6\10\1973 حدثت حرب تشرين اول(اكتوبر) بين العرب واسرائيل،وصادف ايضا ذكرى ولادة الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد(1930-2000). ينظر الكثير من العرب الى تلك الحرب بأعتبارها اول نصر عربي على اسرائيل بعد سلسلة من الهزائم المرة،وايضا تلت تلك الحرب سلسلة من الهزائم..
ورغم قصر تلك الحرب(16يوم) الا انها مليئة بالدروس والعبر...وبعد مرور تلك الفترة الطويلة على انتهائها ورغم كثرة التحليلات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية لها،الان النظرة بأعتبارها نصرا عسكريا محدودا مازال يغطي على نتائجها الاليمة ويمنع من وصول الحقيقة الى الشعوب العربية..
بدأت الحرب بعد ان فشل العرب في اجبار اسرائيل على الانسحاب الى حدود1967 ولم تبذل الدول الغربية اي جهود للضغط من اجل الانسحاب مما جعل الحرب امرا لا مفر منه لغرض اعادة الاعتبار للجيوش العربية المهزومة في حرب 1967 وايضا الشعوب العربية التي تضغط من اجل رد الاعتبار واعادة الكرامة القومية المهدورة نتيجة للعنجهية السياسية الفارغة للانظمة القومية المتطرفة...
قبل حدوث الحرب وكالمعتاد كان العرب منقسمون بين اتجاهين احدهما رئيسي وهو القومي اليساري وهو منقسم على نفسه ايضا،والاخر يميني محافظ وايضا منقسم على نفسه ولكن الغلبة آنذاك للمعسكر الاول عكس ما موجود الان للمعسكر الثاني...
من دول المعسكر الاول:مصر وسوريا والعراق وليبيا والجزائر واليمن الجنوبي بالاضافة الى المنظمات الفلسطينية المختلفة،ومن دول المعسكر الثاني:السعودية والاردن والمغرب وبقية دول الخليج الاخرى...كان يترأس مصر حينها انور السادات وهو بشخصيته الضعيفة الموالية للغرب بشكل يفوق التصور عكس سلفه عبد الناصر الذي كان يفوقه بشخصيته القوية ولكن حد العنجهية الفارغة بشكل يفوق قدرات مصر وحجمها الطبيعي!.
على العكس من ذلك في سوريا،فقد تولى رئاستها في نفس العام الذي تولى السادات رئاسة مصر(1970)،بعد فترة طويلة من الفوضى في الحكم السوري،وكانت شخصيته قوية وذات ارادة ولكن بشكل معقول لا يتجاوز حجم سوريا الطبيعي وان كان اكبر من امكاناتها الاقتصادية والعسكرية،وكان في حالة نزاع مرير مع الجناح الثاني لحزب البعث الحاكم في العراق والذي كان خارج الصراع بدمويته وعنجهيته مع الجميع حتى سقوطه المحتوم عام 2003م.
تعاهد الزعيمان المصري والسوري على البدء في الحرب في يوم واحد واخفيا الموعد عن الزعماء العرب الاخرين لعدم ثقتهم بهم وخاصة ملك الاردن الذي كان يلتقي بالسر بزعماء اسرائيل،وكان من الطبيعي ان ينقل اليهم اسرار الهجوم لو حصل عليها...
الحرب كان محكوم عليها بالفشل نظرا لاختلاف الزعيمين في التفكير والشخصية،وبالتالي يصعب البقاء في حرب مصيرية بين حليفين لا يثق احدهما بالاخر او يكون هدفهما بالحرب مختلف وبالتالي النتيجة سوف تكون غير ملائمة للطرفين من الحرب.
عند دراسة تاريخ حرب 1973 الان سوف نرى كيف يكون رئيس دولة محتلة اراضيها ويشارك زعيم عربي اخر لتحرير اراضيهما او على الاقل تدمير الالة العسكرية الاسرائيلية وعنجهيتها،يصدر اوامره بالهجوم لمسافة 12كم فقط داخل حدود سيناء!!يعني من الغباء الشديد تصور ذلك..هجوم ينجح ويتوقف لمسافة 12كم ويترك العدو يجمع قواته لكي يصفي حسابه مع الحليف السوري!!وبعد ان يكاد ان يصل الى دمشق يتحول الى الجبهة المصرية ويعبر شارون بقواته الى الضفة الغربية للسويس...هذا هو السادات وتفكيره او تفكير بعض قياداته..وبعد هذه السنين يقال عنه بطل الحرب والسلام!! وهو الذي طرد بعد الحرب مباشرة القائد الحقيقي للقوات المصرية..واقصد به الفريق سعد الدين الشاذلي،ثم يحول الحرب ولا اقول النصر لان ليس هناك نصر سوى العبور الذي توقف بغباء لا حدود له عند مسافة قصيرة،يحوله الى انهزامية كاملة بالخضوع لكل الشروط الاسرائيلية،بل يستقبل الرئيس نيكسون في احتفال بهيج وهو في طريقه للسقوط بعد فضيحة ووترغيت،بل بعدها بشهر استقال،ثم كان سفره المشؤوم لاسرائيل عام 1977 وهو الذي يستطيع ان يحقق اكثر مما حصل بدون سفره!!ومازالت مصر لغاية هذه اللحظة تخضع لشروط تلك المعاهدة القاسية..بينما نلاحظ لبنان الصغير قد حقق ذاته بدون مساعدة عربية في طرد اسرائيل من الجنوب..
ثم كانت النهاية الطبيعية له،ولكن الاسوأ حدث عندما تولى قائد عسكري آخر،رئاسة مصر،ومازال في الكرسي وقد حولها الى دولة فقيرة مسلوبة الارادة ومحكومة بالحديد والنار،ويريد ان يخلف ابنه فوق ذلك! وهو يسمى ايضا احد ابطال1973م!..
تلك الحرب مليئة بالاوسمة الفارغة..والاكاذيب..واصبحت نتائجها تنافس في السوء نتائج حرب1967م..
حققت الحرب مكاسب للعرب من خلال ارتفاع اسعار النفط ولكن دون ان يستفاد فقراء العرب منها..كما اثبتت دول اليمين العربي صدقيتها على الاقل الاقتصادية في الحرب بينما نظام بعث العراق اشترك في القتال من جانب،ولم يشترك في الحظر النفطي بل استغله لمصلحته الخاصة!..
الشعوب العربية اثناء الحرب كانت يدا واحدة ولكن الانظمة هي التي تفرقها،ومازالت..فلتذهب الانظمة الى الجحيم..والمجد والخلود لكل الشهداء..والله في عون كل الشعوب المظلومة....
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم
اشكرك على تبسيط المعلومات وتحليل الاحداث
بطريقه تسهل علي معرفتها والاستفاده منها بصورة ميسره
اطلب منك اعاده تنظيم الاعدادات واختيار خط اكبر لانني اضطر احيانا لعمل نسخ ولصق للموضوع لاتمكن من قراءته
تحياتي لك
تحية طيبة...
قد يكون سبب ذلك من المتصفح الذي تستخدمينه وهو يحدث معي من خلال استخدام فوكس وايضا انترنت اكسبلورر ويمكن لكي اجراء مقارنة...
تحياتي الطيبة
إرسال تعليق