دوام الحال من المحال !
في الماضي كانت السعودية هي المستفيدة الأولى من أزمات الآخرين السياسية في قطاعاتهم النفطية،مثل انتصار الثورة الإيرانية عام 1979 ثم الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980-1988 وكان إنتاج البلدين قبلهما بحدود 9.5 مليون برميل يوميا ولغاية الان لم يستعيدا تلك الحصة وحرب الخليج الثانية وحصار العراق ثم غزوه عام 2003 وقيام الثورة الليبية والحصار على فنزويلا ناهيك عن الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفيتي السابق وغيرها من الأزمات والحروب التي درت على السعودية وآخرين فوائض نفطية هائلة .
الان تحول مؤشر الاضطراب والتدمير نحو السعودية ذاتها فقد فقدت من خلالها نصف إنتاجها بضربة عسكرية بسيطة لبضعة طائرات مسيرة جراء حربها في اليمن،ومن يدري قد يمتد ذلك للإمارات أو حتى قطر والكويت جراء اشتراك بعضها في تلك الحرب او استضافة القواعد العسكرية الامريكية التي تحارب أعداء بلدها في الاساس!.
حقول النفط ومراكز التجميع ومصانع التكرير ومرافئ التصدير وخطوط الأنابيب وغيرها هي أهداف سهلة يمكن استغلالها بأسلحة بدائية بسيطة ناهيك عن الترسانات الحربية الحديثة!.
المستفيدين من الضربات العسكرية اليمنية على قطاع النفط في اقليم الاحساء بالسعودية هم كثر بما فيهم حلفائها في الخليج وايضا أمريكا وروسيا والعراق وبقية المنتجين الصغار اما ايران وفنزويلا وليبيا فالحصار والاضطرابات السياسية تعيق رغبتهم في الاستفادة من الفرصة التاريخية ،وهؤلاء سوف يكررون ذات العمل في الاحتفاظ بالحصة النفطية المفقودة للسعودية كما حدث معهم في السابق !.
من المبكر جدا القول ان حجم الخسائر محدود أو أن الإنتاج النفطي للسعودية سوف يعود لسابق عهده ،فالامر سوف يطول كثيرا كما أن الحرب ما زالت مستمرة والتهديدات الامريكية لخصومهم ايضا مستمرة مما يعني أن بنك الأهداف النفطية يحتوي على المزيد من المواقع التي لم تتعرض لضربة عسكرية لغاية الان ولكن وجود غالبية مصادر الصناعة النفطية في اقليم الاحساء سوف يجعلها تحت مرمى الصواريخ أو الطائرات المسيرة !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق