مذكرات
من بيت الاغتراب 17:
الاختيار بين الملكية والجمهورية كنظام سياسي:
غالبية أفراد الجالية
العربية تفضل الملكية لأستراليا(وهذا الحال ينطبق أيضا على كندا ونيوزيلندا)
وبقائها ضمن ممتلكات التاج البريطاني ،وهذا الرأي يستند أساسا من جراء
مقياسها الخاص على تاريخ الدول العربية المعاصرة وما جرى للتغيير فيها من سيء إلى
أسوأ وهذا خطأ فادح في بناء هذا الرأي، لأن الدول الغربية التي تحولت من
الملكية إلى الجمهورية أصبحت أفضل مثل ألمانيا وفرنسا
وإيطاليا والنمسا وغيرها كما أن اقوى دولة في العالم وهي أمريكا هي جمهورية وليست
ملكية ولو بقيت على تبعيتها لبريطانيا لأصبح حالها مثل الدول الثلاث
السالفة الذكر لا تستطيع حتى الدفاع عن نفسها!...وهذا يعني أن بقاء الملكية في
أستراليا هو بقائها دولة غير مستقلة وتتبع بريطانيا في كل شيء رغم أن تلك الغالبية
ترفض سياسات أستراليا الخارجية وبخاصة انحيازها المخزي والمطلق لأمريكا وإسرائيل
وبريطانيا في كل شيء ،إذا لماذا الاعتراض على السياسات الخارجية والهجرة وبعض
تفاصيل النظام الاجتماعي وانتم ترغبون بالملكية التي هي مرتبطة بها او ناشئة عنها
؟!. الشيء الأخر والخافي على غالبية أفراد الجاليات المختلفة في أستراليا بما فيها
العربية هي أن المناصب الحكومية وبخاصة السياسية والقيادية هي شبه محصورة بالعنصر
الأنجلو ساكسوني رغم انخفاض نسبته السكانية بمرور الزمن من جراء النمو
الديمغرافي الأوسع لبقية الأعراق الأخرى وهو مع هذا الفارق مازال يحتكر
بقوة تلك المناصب بطرق مختلفة ولا يسمح لأي عنصر آخر بالهيمنة وأزاحته
عن الحكم ووجود بعض العناصر الأخرى الدخيلة هي في الواقع أنها فرضت
نفسها بسبب الممارسة الديمقراطية ووجود المواصفات المثالية لديها ،ولذلك نرى
التشدد في قضايا الهجرة مع السماح للمنتمين لهذا العنصر من شتى البقاع في العالم
بالتواجد في أستراليا أو كندا أو نيوزيلندا التابعة لبريطانيا بدون أدنى قيود
رغم عدم وجود بعض المهارات المطلوبة... كما أن الأنظمة العربية ذات النظام الملكي
هي مازالت نظم استبدادية فاسدة لا تختلف عن النظم الجمهورية العربية ومقياس الثراء
للبعض منها هو غير صحيح لأنها أساسا دول نفطية تنتج أكثر من حاجتها
الطبيعية مع قلة سكانها وسياساتها تابعة للغرب وغير مستقلة !. الأنظمة الملكية في
الغرب لا تحكم فقط تملك بالاسم وبالتالي أن تلك الدول تستطيع التغيير نحو
الجمهورية دون أدنى تغيير في نظمها الاجتماعية والاقتصادية مثل المحكومة
بنظم جمهورية في الغرب وعليه فإن العالم يتغير باستمرار نحو الأفضل
والنظام الملكي هو قديم وبال ويتمتع بعض الأفراد فيه بالامتيازات التي تناقض
العدالة والمساواة التي هي أساس الحضارة الغربية وعليه فإن النظام
الملكي لا يناسب العصر حتى وان كانت تملك ولا تحكم !.
الخارطة المرفقة تبين تواجد النظم الملكية باللون
الأخضر وفي العالم العربي الألوان البارزة الأخرى وتبيان محدودية العدد !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق