تهافت اخر المجالس العربية !
تسارعت الاحداث وسقطت التنظيرات في لحظة تاريخية عندما قطعت ثلاث دول خليجية علاقاتها مع قطر وحاصرتها بقسوة في ظرف زمني لا يمكن تصوره!.
رفض قطر لمطالب خصومها الخليجيون هي أقل شيء يمكن أن تقوم به دولة مستقلة ذات سيادة من اخرون راغبون بأنتزاعها رغما عنها !.
حتى لو عادت العلاقات بين قطر وجيرانها في الخليج فإن مجلس التعاون الخليجي لن يعود كسابق عهده فقد انهار بسرعة قياسية فاقت أكثر المتوقعين تشاؤما له !.
طبل الكثيرون في الخليج واحيانا في خارجها لمجلس التعاون الخليجي الذي هو اقرب لعصبة من شيوخ القبائل من شكل لاتحاد اقليمي او على اعتبار انه رديف اقليمي في منطقة مضطربة يوازي شكل الاتحاد الاوروبي بعد ان تجاوز المشاريع الفاشلة العديدة في العالم العربي !.
امتلأت وسائل الإعلام بتنظيرات (المفكرين الوحدويين الخليجيين) حول الاتحاد والجسد الواحد والمصلحة المشتركة خلال العقود الماضية لتصل الى قمة التباهي والتعالي ثم لتسقط في لحظة كل هذه الاحلام الوردية !.
ما أكثر من طبلوا لمجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم عبد الله يعقوب بشارة أول أمين عام له الذي لم يخرج من المنصب الا بدفع مبلغ 3 ملايين دولار بدلا من 6 ملايين طالب بها واعتبر طلبه وقحا !.
لم يترك عبدالله بشارة هذا من وسيلة إعلامية إلا ونشر فيها ترهاته التنظيرية حول الوحدة الخليجية حتى ان مجلة عريقة كالعربي انحدرت بشدة من جراء نشرها لتلك المقالات الإنشائية المطبلة والتي لم تخلوا ابدا من هجوم على العراق وشعبه وتاريخه على سبيل المثال كجزء من مرض قبلي مزمن !.
هذا الدعي هو نموذج للابواق الإعلامية الرخيصة التي تطبل في كل مناسبة للحكام الشيوخ وحكمتهم المتعالية التي لا يمكن للآخرين الوصول إليها وتستهين بالشعوب الأخرى وتستحقرها،فسقطت بسرعة في مستنقع الصراعات الحتمية !.
لم يبنى مجلس التعاون الخليجي كبقية المجالس الإقليمية العربية ومنظمتهم الخاوية الجامعة العربية على أسس علمية متينة يمكن الاشارة اليها بل على روابط قبلية آنية فسقطت بسرعة في محفل الصراعات البينية والتحالفات الاقليمية والدولية !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق