مذكرات من بيت الاغتراب 16:
العيد الوطني الاسترالي:
احتفلت استراليا يوم 26/1/2013
بالعيد الوطني ال 225 على تأسيسها من خلال بدء استيطان
المهاجرين عام 1788 بعد ان كان يعيش في البلاد في السابق السكان الاصليون من
الابورجنيز والذين يقدر عمر تواجدهم في القارة حسب ادق البحوث التاريخية بحوالي 60
الف سنة!.
وتقام في العادة مسيرات واحتفالات
في اغلب المدن تتضمن مشاركة من قبل بعض مكونات المجتمع الاسترالي المتعدد الحضارات
من خلال المساهمة بصور التراث الشعبي الجميل لدى كل مكون ثقافي وعرقي في البلاد
التي تعيش فيها اكثر من 200 فئة مختلفة من كافة انحاء العالم،كما تتضمن الاحتفالات
السنوية في العادة منح الجنسية الاسترالية للمتقدمين الراغبين والذين مر على اقامتهم
في البلاد اكثر من اربع سنوات، وفي هذا اليوم الوطني منحت الجنسية
لاكثر من 17 الف متقدم ولمختلف الاعمار،وليس معنى ذلك ان الايام الاخرى
لا تقدم الجنسية ولكن يختار البعض هذا اليوم للمشاركة الفعالة في الاحتفالات
السنوية.
كما تجري مراسم تكريم اهم
الشخصيات العامة في البلاد واغلبهم بالطبع مواطنون عاديون بأعلى الاوسمة والشهادات
الرمزية، تقديرا لجهودهم في مختلف الفروع في خدمة البلاد والانسانية ككل.
جاءت احتفالات هذا العام 2013
اكثر نشاطا من السنوات الماضية بسبب رمزية الرقم(225) كما هو معتاد لدى الكثيرين وعندما تتسع دائرة المشاركة،كما
ان المصادفة الغريبة الاعلان قبل يومين فقط عن
اضخم اكتشاف نفطي في العالم في وقت واحد وبرقم مقارب لتاريخ تأسيس
البلاد! اي 230 مليار برميل من النفط تضاف الى 3.5 مليار الموجودة اصلا ،هذا بالاضافة
الى الغاز الطبيعي الموجود اصلا بكثرة في البلاد!.
وهذا يعني ان استراليا قفزت الى
المرتبة الثالثة في العالم(233 مليار برميل) بعد فنزويلا(297 مليار) والسعودية(265
مليار) واصبح بالتالي الفارق قليلا معهما،مما يعني ان الخارطة النفطية مثل السياسة
الدولية لا ثبات فيها!،وهذا الاحتياطي النفطي الضخم جرى تقييمه في صحراء شمال ولاية
جنوب استراليا وضمن مساحة تقل عن نصف واحد بالمئة من مساحة البلاد الاجمالية!! مما
يعني ان في القارة احتياطيا ضخما لا يمكن التوصل اليه بدقة الا بعد عقود طويلة من
الزمن وبأستخدام احدث التقنية الحديثة المصاحب للجهد المكثف وضمن الاحتياجات
المحلية والدولية ايضا.
من خلال التركيز على البناء
الداخلي وصيانة الحكم الديمقراطي الليبرالي وتكوين علاقات جيدة مع اغلب بلاد
العالم،اصبحت استراليا خامس اغنى بلد في العالم حسب متوسط دخل الفرد السنوي وفق ادق الاحصائيات الدولية مع
استمرارية تواجدها ضمن المراتب المتقدمة في اغلب التصنيفات الدولية،ومن المؤمل ان
يلعب اكتشاف النفط والغاز اثرا هاما في تطوير البلاد مثلما فعلت الثروة المعدنية
الضخمة التي تزيد قيمة المنتج السنوي عن مائة مليار دولار والتي ساهمت في انقاذ
البلاد من الركود الاقتصادي العالمي.
كانت احتفالات الجاليات العربية
والاسلامية ايضا متميزة،وحسب تواجدها،ومن بينها كانت الجالية العراقية التي اقامت
مهرجانها السنوي الاول بمشاركة السفير العراقي وهي دلالة هامة على مستوى التغيير
الذي حدث بالمقارنة مع الماضي ايام النظام الديكتاتوري البائد،عندما كانت العلاقة
مقطوعة بين المهاجرين العراقيين وبين سفارات وقنصليات بلادهم التي كانت تمارس
القتل والاختطاف والابتزاز والارهاب ضدهم بغية اخضاعهم للنظام البائد!.
الاحتفالات السنوية بالعيد الوطني
الاسترالي يغلب عليها البساطة في التنظيم وخالية من البذخ بدون معنى كما يجري في العادة في
البلاد النامية،كما ان الاحتفال يؤدي الى توثيق اواصر العلاقات بين مختلف فئات
المجتمع.
هناك تعليق واحد:
سيظل دوما هناك فرق كبير بين العالم المتحضر والدول التي تعاني من الأنظمة المتخلفة والمستبدة
تحياتي وتقديري
إرسال تعليق