الاحتجاج على البيان السياسي لرجل الدين!
الاعتراض على رجال الدين في بيان آرائهم
وفتاواهم السياسية والحط من كرامتهم الإنسانية بشتى الوسائل وحصر ذلك بغيرهم من
الفئات الاخرى هو غباء و سفاهة وجهل مركب !...وما جرى للمرجع الديني السيد كاظم
الحائري مثال حي على ذلك الانحدار كما حصل لغيره، فهو مولود في العراق ولولا مجيء
البعث المقبور لما خرج منه كالآخرين مضطرا والانتساب بالولادة لوطن ما لا يمكن
نزعه بسهولة !.
رجال الدين المسلمين وخاصة الشيعة منهم لا
يعيرون أهمية للحدود المرسومة بين البلاد الاسلامية لانها اساسا صنيعة الاستعمار
الغربي،ولذلك عندما يتدخل أحدهم ويعطي رأيه في شؤون بلد مسلم آخر لا يعتبر تدخلا
غير شرعي وهذا يشابه الفكر الأممي بشتى صوره في تجاوزه للحدود بين البلدان ناهيك
عن العمل الإنساني المشترك !.
المرجع الديني السيد كاظم الحائري ومن قبل
الفقيه السيد محمود الهاشمي اعترض عليهم البعض في كونهم من اصول ايرانية ويتناسون
أنهم بذلك يعيدون انتاج الفكر البعثي القومي الإرهابي المتخلف الذي هجر مئات
الالوف وقتل البعض منهم على أساس كونهم اجدادهم عاشوا قبل مئات السنين بواسطة صدام وزمرته الذين هم اصلا من مجهولي النسب
والعرق والذين قتلوا وعذبوا هؤلاء الذين ينتسبون لبلاد اخرى اضافة الى العراق !.
النازية انحدرت في مستنقع التعصب القومي
الشوفيني وسقطت بعد أن أبادت القوميات والاديان وحصرته بعنصرها فقط والغرب استفاد
من تلك التجربة القاسية فتجاوز عن ذلك ودخل في عالمه الرحب في قبول الجميع بغض
النظر عن الدين او المذهب او العرق او اللون والعالم العربي مازال يسير في طريق
العنصرية و الجهالة والغباء!.
النظام البعثي البائد كان لا يفرق بين
العراقيين في القتل والسجن والتعذيب ولم يعفي أحدا منها واحتجاجه على أصول البعض
منهم هو تبرير لجرائمه وظلمه !.
من يريد ان يلتزم بفتاوى السيد كاظم
الحائري فله الحق في ذلك ومن لا يريد أيضا له الحق في ذلك دون الاعتراض على حق
الآخر والحط منه !.
قد لا يعلم من سمحت له وسائل التواصل
الاجتماعي في إبداء آرائه العنصرية والطائفية دون أن يعلم حقيقة خطورتها او حجم
الجهالة في تعارضها مع السياق التاريخي الطويل،أنه وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت
اول واشهر ثورة في تاريخ العراق المعاصر بعد الاحتلال البريطاني عام 1920 هي
بقيادة مراجع الدين من مختلف البلاد الإسلامية !.
وقيادات ثورة العشرين في العراق العليا
الروحية في غالبيتها هي من اصول ايرانية بينما القيادات الميدانية هي من أصول
عربية ولم يشعر الطرفان بأي فارق بينهما حتى استطاع العجوز البريطاني التفريق
بينهما فوصلت الى الانظمة العراقية المتعاقبة وجحافل وسائل التواصل الاجتماعي
الان!.
هذا يعني أن أسلافنا كانوا أكثر تطورا من
الجيل المعاصر ولم يعيروا أدنى أهمية للفوارق اللغوية والعرقية فضلا عن الجغرافية،
وهذا ما نلاحظه أيضا في كون أشهر فقهاء المسلمين من شتى المذاهب هم من اصول غير
عربية رغم أنهم يسكنون بلادا عربية !.
انها شقشقة هدرت ثم قرت!.